Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب جامعي
السن: 20

محمد حامد.. شهيد الساعات الأخيرة

في آخر ساعات عام 2014، وبينما ينشغل البعض برسم خططه للعام القادم، وآخرون بالاحتفال ابتهاجا برأس سنة جديدة يأملون جميعا أن تكون أفضل، تُفجَع أسرة مصرية بنبأ مقتل ابنها برصاص قوات الأمن، خلال مشاركته في مسيرة رافضة للانقلاب العسكري.

محمد حامد (20 سنة) طالب طب الأزهر، ابن قرية الصنافين التابعة لمركز منيا القمح، بمحافظة الشرقية، والذي انتقل منها مع أسرته للعيش بمدينة العاشر من رمضان، محب لوطنه ودينه، كان طامحا لنفسه أن يكون لبنة صالحة في بلده، وآملا لها أن تتخلص من مستنقع الفساد والإفساد.

كان محمد طالبا متفوقا ونابغة، سريع البديهة فاق أقرانه في كليته رغم تعدد اهتماماته، حصل في الثانوية العامة على 100.6%، والتحق بكلية الطب في جامعة الأزهر، واستشهد وهو في الفرقة الثالثة من الكلية.

كان مع اجتهاده وتفوقه، لا يترك مشهدا أو فاعلية للتعبير عن رفضه للانقلاب العسكري، والمناداة باسترجاع حقه وحق شعبه، وكان في ذلك ناشطا بأكثر من مجموعة، فهو أحد رموز حركة طلاب ضد الانقلاب في جامعته، وفي مقدمة أي مظاهرة للألتراس أو التحالف الرافض للانقلاب في مدينته.

كان محمد حافظا لكتاب الله، محبوبا في جميع دوائره، في جامعته وحيه ومسجده، وكان يحبه الصغير والكبير، وكان حريصا على تجديد نيته حال أي مسيرة يشارك فيها، وعرفه أقرانه بالشهامة والإقدام والشجاعة والبطولة، وكان مما نقل عنه، منشور كتب فيه ” لا إله إلا الله.. محمد رسول الله.. ما أنقاكي من راية وما أحلى الموت في سبيلك”.

في آخر أيام عام 2014، كان مشاركا في إحدى المسيرات بمدينة العاشر من رمضان، ثم عاد إلى منزله مع دخول المساء، وبينما هو في جلسة عائلية حميمية، تداعب والدته خصلات شعره وتوصيه بتهذيبه، سمع صوت إطلاق نار واشتباكات قرب منزله، فاستأذن والديه للنزول والمشاركة في المسيرة.

يحكي والده كيف أنه اعتاد أن يترك ابنه يعبر عن رأيه وموقفه ويدعمه في ذلك، إلا أن خوفه عليه يدفعه لتوصيته بشكل متكرر أن يحافظ على نفسه ويبتعد عن أماكن الاشتباك، خاصة في ظل ما بات معتادا من سقوط قتلى برصاص الأمن، فكان يجيبه، وهل نحن أفضل ممن يسقطون؟

يقول والده، كنت أقتنع بنقاشه ومبرراته، وأجدني في النهاية مسلما لرغبته وإرادته التي، أحسب أنه كان مخلصا فيها ومنطلقا من غيرته على بلده ودينه، فابني عهدته مخلصا في مختلف شؤونه.

يكتب محمد على حسابه بموقع فيسبوك عند السابعة مساء، حوارا حقيقيا أو متخيلا مع من أحدهم يخبره بأن هناك اشتباكات، ويسأله ما إذا كان سينزل للمشاركة أم لا، ليجيبه في حسم أن سيرتدي ملابسه وينزل للمشاركة، ليكون آخر ما خطه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إظهار إصراره على ممارسة حقه في التعبير عن رأيه.

ورغم أن مشاركات محمد في مظاهرات رفض الانقلاب كانت شبه يومية، إلا أن هذه المرة تملك قلب والديه قلق كان في محله، ومع اشتداد صوت قنابل الغاز وإطلاق الرصاص الحي والخرطوش، هرعا إلى النافذة ليشاهدا تحت جنح الليل مجموعة من المتظاهرين يحملون شخصا، علموا لاحقا أنه كان ابنهم بعد إصابته.

جاءهم الاتصال يخبرهم بأن ابنهم مصاب وفي المستشفى، لكن حينما وصلوا علموا باستشهاده، وعانوا الأمرين حتى أذنت النيابة لهم باستلام جثته، بعد الساعة الواحدة من منتصف ليلة رأس السنة الجديدة، وحين كشفوا عن وجهه، وجدوه منيرا أبيضا رغم قمحية بشرته.

نقلوا جثمانه إلى قريته بعد صدور تصريح الدفن، وتم دفنه قبيل صلاة مغرب أول أيام عام 2015، بعد جنازة مهيبة شارك فيها أغلب أهالي القرية، فضلا عمن حضر من معارفه وأصدقائه طلاب الجامعة، ومن عاش معهم بمدينة العاشر من رمضان.

يحكي أحد أصدقائه ممن حضروا الصلاة عليه، كيف أن مغسله كان مستبشرا، وقال لهم، أعمل في التغسيل منذ 20 عاما، فوالله ما رأيت قبل اليوم وجها ولا نورا مثلما رأيت اليوم وأنا أغسل محمد.

ينقل عنه رفيق آخر، كيف أن الكثيرين حسبوا منشورا اعتاد تكراره كتب فيه جملة “عن دعوة مبقتش تفارق لساني” يعني بها دعاء بزواج أو نجاح، وإصراره على عدم البوح بتلك الدعوة رغم كثرة السؤال، إلا أنه كان قد أسره بها وأخبره أن تلك الدعوة هي أن ينال الشهادة في سبيل الله.

تقول والدته، كنت شديدة الخوف عليه، ويزداد خوفي لما أراه من إقباله وإصراره على المشاركة في جميع الفعاليات، وكنت أقول في نفسي لن أتحمل فراقه، وأخبرته بذلك مرة وقلت له، إذا ما حصل أمر فأرجو أن يكون اعتقالا، فساءه ذلك وقال لي حرام عليكي وأقسم ألا يكون، وقد كان له ما أراد ونال الشهادة.

تستحضر الأم المكلومة كيف أنه لم يسبق له أن قال لها “لا” وكان يبادر بتلبية طلباتها، وتؤكد في اعتزاز أنه لم يقمها في مرة من على الطعام، لمبادرته بإحضار أي مطلوب على المائدة.

تحكي كيف أنها ظلت مهمومة بعد استشهاده بأن يكون قد تألم عند إصابته بالرصاص، حتى أتاها في المنام وأكد لها أنه لم يشعر سوى بسخونة متحملة موضع الرصاصة، وأنه لم يتألم، فهدأت نفسها واطمأنت.

رثته شقيقته في ذكرى مولده بكلمات مؤثرة، كتبت في بعضها، إنه “أكسجين أمه وحبيبها” والصاحب في سفر الدنيا، ومن انحنى وسط جموع الناس ليعقد لها رباط حذائها، ومن لا توفي الكلمات والحروف جهاده، رسام البنرات البارع، المتمرد الذي لم ينتم لجماعات، صاحب الطلات البهية، الطبيب الثائر الشهيد.

ظل رفقاءه أوفياء لدمه، ونظموا العديد من الوقفات والمسيرات أمام منزله، وكانوا لوالده بمثابة الأبناء البررة كما رآهم، وأعد له بعضهم مقاطع مصورة لتخليد ذكراه، كما قام آخرون بأداء العمرة عنه، ورفع أهل المقدس لافتة باسمه أمام قبة الصخرة بعد استشهاد.

Other أحداث ما بعد الانقلاب victims

عادل إبراهيم الحوفي.. نشأ يتيما ومات شهيدا

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب بالصف الأول الثانوي
السن: 15

إبراهيم سلطان حسان.. طفل قتله النظام

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب بالمرحلة الإعدادية
السن: 14

محمد أبو طبيخ

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: مدرس للغة الانجليزية
السن: 39

عبد الرحمن أحمد

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب في كلية الهندسة
السن: 20

سهيل عمار

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: مهندس
السن: 35

أحمد عبدو

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب
السن: 20

أحمد محمد عبد رب النبي

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب في كلية الحقوق
السن: 20

محمد يسري

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: مهندس بشركة للمقاولات
السن: 25

محمد رضا

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب في كلية الهنسة جامعة القاهرة
السن: 19