Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب جامعي
السن: 19

إبراهيم عبد البديع.. شهيد ميلاد العام

بداية عام صعبة وصادمة، تلك التي عاشتها عائلة بطل قصتنا، فبينما يستقبل الجميع سنة جديدة بآمال عريضة وتطلعات متفائلة، تُفجع الأسرة بنبأ مقتل أصغر أفرادها برصاصة غادرة.

إبراهيم محمد عبد البديع (19 سنة)، كان على موعد مع إصابة بطلق ناري خلال مشاركته في مسيرة بمدينة الإسكندرية، ضد الانقلاب العسكري، أنهت حياته التي لم يكتمل عقدها الثاني.

ولد إبراهيم في السابع من مارس/ آذار 1994، وهو أصغر إخوته، وكان طالبا في الفرقة الثانية بالمعهد العالي للسياحة والفنادق في جامعة الإسكندرية، وإلى جانب دراسته كان يعمل في أحد المحلات التجارية ليعين أسرته على مصاريفه.

ورغم وضع الأسرة البسيط، إلا أن والدَي إبراهيم وإحدى شقيقاته أكدوا أنهم لم يكونوا يعارضون مشاركته في المظاهرات، ويرونها تعبيرا مشروعا عن الرأي، ويؤكدون أن إبراهيم كان مسالما ولا يشارك في أي اعتداء على الآخرين.

لم يكن إبراهيم ينتمي لأي تيار أو جماعة أو حزب، وكان ينطلق من مواقفه ويحركه ما يراه ويشاهده من مظالم وفساد، وكذلك ما تعرضت له الفتيات على يد عسكر الانقلاب، ودماء من سبقه من الشهداء، والتي كانت بخلاف ما يراد لها، تشكل حافزا لإبراهيم وأقرانه من الشباب.

ورغم وضوح موقفه ووضوحه، إلا أن جميع محيطه من الأصحاب والأقارب والجيران، حتى من يخالفونه الرأي، أجمعوا على حبه واحترامه، حيث كان يجمع ولا يفرق، ويحب الخير للجميع، حتى من يظهرون الكره له.

تحكي والده قصة استشهاد، والتي بدأت بعد عودته من عمله الذي يقضي فيه بعض الساعات عقب دراسته الصباحية في المعهد، حيث أخبر والدته أنه ذاهب للمشاركة في إحدى المسيرات، والتي بدورها حاولت إثناءه إلا أنه أصر.

أوصى والدته وهو يهم بالنزول أن تدعو له بالشهادة، وبعد صلاة العشاء في أول أيام عام 2014، سمعت الأسرة بمهاجمة قوات الأمن للمتظاهرين ووقوع إصابات، فحاولت الاتصال به أكثر من مرة، قبل أن يجيبهم أحد أصدقائه وقال لنهم نحن مع إبراهيم وهو في المستشفى مصاب.

هرعت الأسرة سريعا إلى المستشفى، وكلها أمل أن يكون ما أخبرهم به صديقه صحيحا وأن تكون الإصابة خفيفة، إلا أنهم وجدوه قد فارق الحياة، فيسترجع الوالد ويقول إنه قد استعوضه عند ربه، فقد كان خارجا في سبيله.

يحكي صفوان، عن صديقه إبراهيم الذي كان في رفقته لحظة إصابته، كيف أنه كان معتادا حال حدوث اشتباكات أن يتجنب المشاركة فيها، بل كان لا يحب حتى ترديد الهتافات التي تتضمن سبا أو إساءة للغير، ويقول نحن خرجنا في سبيل الله وربما مت في هذه اللحظة، فلا أريد أن ألقاه وأنا مشارك في الإساءة لأحد.

ويشير صفوان إلى أن إبراهيم بعد أن بدأت الاشتباكات في ذلك اليوم، وقف على رصيف جانبي في محاولة لتجنب الصدام، إلا أن أجل الله كان سابقا، وأتته رصاصة الموت حيث كان، ليبدأ نزيفا استمر طويلا، حيث لم تقبل أي مستشفى استقباله وإجراء اللازم له من إسعافات، ليؤدي استمرار النزيف للوفاة.

شارك إبراهيم في مختلف فعاليات الثورة، وذلك منذ انطلاقها في 25 يناير 2011، وكان مما ترك فيه أثرا مشاركته في حمل عدد ممن سقطوا برصاص قوات الأمن في بعض الفعاليات، وكان بعد رجوعه منها يعبر لمن يحكي لهم عن أمنيته أن ينال الشهادة مثل من حملهم في ذلك اليوم.

تقول والدته، إن كان بارا بها، ومعتادا أن يطلب منها الدعاء عند كل نزول، وتذكر له في تأثر كيف أنه حين مرضت، ذهب بها إلى المستشفى وظل برفقتها وأضاع في سبيل ذلك امتحانا في معهده، ولم يخبرها بذلك إلا بعد أن انقضى وقت الامتحان حتى لا تجبره على تركها واللاحق بامتحانه.

تضيف الأم المكلومة بفقد آخر العنقود، “إبراهيم لم يقصده أحد في طلب وخذله.. كان مسالما لا يحب المشاكل، يحبه جميع من في الشارع.. وحين كنت أوصيه بأن يكون حريصا وأقول له لا تحرق قلبي عليك يا ابني، يعترض على ذلك ويقول لي، إذا استشهدت يجب أن تفرحي لي يا أمي”.

لم ينصرف إلى نفسه وملذاتها كما الحال مع الكثير من الشباب، حيث يتفق جميع أفراد أسرته وأصدقاءه على تدينه وحسن خلقه، فقد كان محافظا على الصلاة، ولا يفوت صلاة الفجر في المسجد مهما كان الأمر، وكان عفيف اللسان حيييا، وكان لا يرضى أن يشهد مجلسا في إساءة لغيره.

تقول شقيقته زينب، “رغم أنه كان أصغرنا إلا أنه كان حريصا على ألا يضايق أيا منا، وكان متسامحا، وإذا غضب كان لا يتمادى به الغضب وغالبا ما ينتهي غضبه بابتسام أو ضحك”، وتلفت إلى طموحه الكبير، وأمله الواسع في الحياة، وكان يحلم ببناء قرية سياحية يديرها بنفسه.

وكما الحال مع من سبقوه من ضحايا الغدر، شارك في جنازته المئات، وشيعوه أهالي منطقة السيوف بمدينة الإسكندرية، إلى مثواه الأخير.

Other أحداث ما بعد الانقلاب victims

عادل إبراهيم الحوفي.. نشأ يتيما ومات شهيدا

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب بالصف الأول الثانوي
السن: 15

إبراهيم سلطان حسان.. طفل قتله النظام

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب بالمرحلة الإعدادية
السن: 14

محمد أبو طبيخ

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: مدرس للغة الانجليزية
السن: 39

عبد الرحمن أحمد

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب في كلية الهندسة
السن: 20

سهيل عمار

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: مهندس
السن: 35

أحمد عبدو

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب
السن: 20

أحمد محمد عبد رب النبي

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب في كلية الحقوق
السن: 20

محمد يسري

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: مهندس بشركة للمقاولات
السن: 25

محمد رضا

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب في كلية الهنسة جامعة القاهرة
السن: 19