أحمد محمد عبد رب النبي
وُلِدَ أحمد محمد عبد رب النبي (20 عامًا)، في قرية الدير الغربي التابعة لمدينة قنا، وتدرج في تعليمه حتى وصل إلى السنة الثانية من كلية الحقوق، جامعة جنوب الوادي، له شقيقتان، إحداهما متزوجة، بالإضافة إلى آخ يصغره كان مجندًا وقت استشهاد شقيقه.
بعد الانقلاب العسكري الذي قامت به قوات الجيش المصري في 3 من يوليو 2013، اعتاد أحمد التنقل بين عدد من الأماكن هربًا من مُطاردة “الأمن الوطني” له ولأسرته، لأن والده كان سياسي مصري، وعضوا في مجلس الشورى الأسبق، وينتمي لجماعة الإخوان المسلمين. وبحسب شهادة صديقه محمود بيومى، التي أدلى بها لأحدى الصفحات التوثيقية على فيسبوك، ، فقد دأب عميد كلية أحمد ورئيس الجامعة وبعض الأساتذة على تهديده ونهره على مطالبته بحق زملائه الذين قضوا في الأحداث السياسية عقب يوليو/تموز 2013.
ورغم معاناة أحمد من التنقل من مكان إلى آخر وخوفه من اعتقال إلا أنه في 23 من يناير/كانون الثاني 2014م، اتصل بأحد مُنظمي التظاهرات في الذكرى الثالثة لإنطلاق ثورة 25 يناير، وهو إسلام الربعاوي الذي يقول عن اليوم السابق لمقتل أحمد: ” اتصل بي في هذا اليوم وقال لي: عاوز أشوفك .. قلتُ له خلاص ربع ساعة وأجيلك…قابلتُه، وكان شكله مُختلف جدًا، مش أحمد إللي مُتعود عليه، قالى ايه النظام بكرة انا عاوز اشتغل معاكم وانزل معاكم …عاوز اشارك فى فريق الردع لو حصل هجوم على المسيرة…قلتلو يا أحمد احنا محتاجين فريق يتعامل مع الغاز ويرد قنابل الغاز، قالى تمام هكون فريق وتصل بيك…اتصل بيا اليوم المغرب وقالى احنا جاهزين بس عاوزين جونتيات وكمامات علشان الغاز …قلتلو موجود قالى تمام انا جاهز…أحمد كان معاى فى رابعة وكنا شغالين مع بعض فى الحراسة وكنا فى خيمة واحدة وكنا بناكل مع بعض”.
يقول والد أحمد، أ.محمد عبد النبي، الذي كان عضواً بمجلس الشورى المصري، والأمين العام لحزب “الحرية والعدالة” (المنحل) في محافظة قنا أنه رأى أثناء نومه أن ابنه يقول له: “متخافش عليا أنا في الجنة إن شاء الله” …فأصابه القلق واتصل على ابنه طالبا منه عدم النزول في المسيرات المطالبة بعودة الديمقراطية في اليومين التاليين، رغم أن الأب رأي أن التظاهر مشروع، “لكنها عاطفة الأبوة وقلقي عليه …فإذا به يستغرب ذلك جداً ويقول لي ” متخافش عليا”.
تلقى أحمد طلق ناري بالصدر أدى إلى وفاته، في اليوم التالي لمقتله وفي 25 من يناير/كانون الثاني 2014 شارك في تشيع جنازته المئات من أهالي محافظة قنا.