لازال ضحايا المذبحة الصامتة في تزايد، حيث توفي محتجزان في غضون 10 أيام، جراء الإهمال الطبي، حسب مصادر حقوقية، ليرتفع إجمالي ضحايا هذه المذبحة منذ مطلع العام إلى 22 محتجزا.
جاء ذلك وفق بيانات، لمصادر حقوقية مختلفة.
ووثق كل من، مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان، مركز الشهاب لحقوق الإنسان، والشبكة المصرية لحقوق الإنسان، والتنسيقية المصرية للحقوق والحريات، ومنصات “تأكد” و”نحن نسجل“، و”حقهم” إضافة إلى الحقوقي هيثم أبو خليل رئيس مركز ضحايا، وفاة المعتقل عبد القادر جابر عبد القادر (43 عاما)، يوم الثلاثاء الموافق 1 يونيو/ حزيران 2021.
وحسب المصادر، فإن عبد القادر، نقل إلى مستشفى برج العرب، بعد شعوره بتعب مفاجئ، في أول أيام الشهر، ولم يتلق الرعاية اللازمة، ليأتيه الأجل في نفس اليوم، فيم لم يتم تبليغ أسرته بالوفاة إلى بعدها بـ 5 أيام.
وعبد القادر، من حي العامرية الواقع غرب الإسكندرية، وهو موظف بالشركة المصرية للاتصالات، واعتقل من مقر عمله في نوفمبر الماضي، لانتقاده الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
كما وثقت مصادر حقوقية، وفاة المعتقل سيد نصار (55 سنة)، الثلاثاء الموافق 8 يونيو 2021، داخل محبسه بسجن شبين الكوم في محافظة المنوفية، بعد إهمال علاجه من الانزلاق الغضروفي.
حيث وثق مركز الشهاب لحقوق الإنسان، والتنسيقية المصرية للحقوق والحريات، ومنصات “نحن نسجل“، و”جوار“، و”حقهم” و”تأكد“، إضافة إلى الحقوقي هيثم أبو خليل رئيس مركز ضحايا، وفاة سيد نصار نتيجة الإهمال الطبي المتعمد.
ووفق هذه المصادر، فإن نصار من سكان منطقة بركة السبع في محافظة المنوفية، وهو أب لخمسة بنات، وكان محتجزا بسجن شبين الكوم، وأصيب بانزلاق غضروفي ثم ورم نتيجة الإهمال الطبي أدى إلى وفاته.
وأدانت المؤسسات الحقوقية، الإهمال الطبي الذي تعرض له المعتقلان، وحملوا وزارة الداخلية مسؤولية وفاتهما، كما طالبوا بالإفراج عن جميع المعتقلين.
وبهذا يكون عدد ضحايا الإهمال الطبي منذ مطلع العام، قد بلغ 22، بعد وفاة كل من علاء خالد، وعلي توفيق، حسن سالم، وإيهاب الكاشف، خلال الشهر الماضي، ومن بعدهم البرلماني السابق أحمد خاطر،وموسى محمود، خلال أبريل، ورأفت حسانين، وعبد القادر العجمي في شهر مارس/آذار.
إضافة إلى البرلماني السابق، محمود يوسف، ومنصور حماد، وعاطف إبراهيم السيد، ومحمود العجمي ، ومصطفى أبو الحسن، وجمال رشدي، وعبد العال حامد عبد العال، وعبد الرحمن محمد عبد البصير ورضا حمودة، خلال شهر فبراير/شباط.
كذلك قضى بسبب الإهمال الطبي، كل من إبراهيم البرعي، وإبراهيم عطية، وعزت كامل، خلال شهر يناير/كانون ثاني.
ويعد الإهمال الطبي في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة، السبب الرئيسي في وفاة نحو 1000 سجين، في أماكن الاحتجاز المختلفة خلال الفترة ما بين يونيو/حزيران 2014 وحتى نهاية 2020 وفق تقارير حقوقية.
وسجل عام 2020 معدل أعلى من حيث عدد الوفيات داخل السجون ومقرات الاحتجاز مقارنة بالعام الذي سبقه، حيث تعرض 78 شخص خلال عام 2020 للوفاة، بينما وثقت 35 حالة وفاة في عام 2019.
وطبقًا لآخر توثيق صادر عن “مركز الشهاب”، في تقرير له قبل أيام من نهاية عام 2020، فإن إجمالي عدد الوفيات في السجون المصرية خلال السنوات السبع الماضية بلغ 774.
وحسب التقرير، فقد عانى السجناء والمعتقلون انتهاكات جسيمة بحقوقهم زادت ضراوتها خلال 2020 مع وجود وباء كوفید 19 الذي لم تتعامل معه الدولة المصرية بشكل جید في العموم.
ويبلغ عدد السجون في مصر 68 سجناً، بالإضافة إلى 382 مقر احتجاز داخل أقسام الشرطة، ويقدَّر عدد المسجونین السیاسیين في مصر بنحو 60 ألف سجين ومحبوس.
وخلال السنوات السبع الماضية، قضى نحو 774 محتجزاً داخل مقار الاحتجاز المختلفة، من بينهم 73 في عام 2013، و166 في 2014، و185 في 2015، و121 في 2016، و80 في 2017، و36 عام 2018، و40 في 2019.