الثامن خلال شهر.. إبراهيم البرعي ضحية جديدة للمذبحة الصامتة

توفي إبراهيم عبد القادر البرعي (54 عاما)، نتيجة الإهمال الطبي داخل محبسه في سجن طنطا، ليرتفع إجمالي ضحايا المذبحة الصامتة منذ مطلع العام (55 يوما) إلى 11 محتجزا، منهم 8 خلال شهر فبراير/شباط الجاري.

جاء ذلك وفق بيانات متطابقة، لمصادر حقوقية متعددة، أبرزها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، ومركز الشهاب لحقوق الإنسان، ومنصات “نحن نسجل“، و”حقهم“، و”جوار“، و”تأكد” والحقوقي هيثم أبو خليل رئيس مركز ضحايا حقوق الإنسان.

ووثقت تلك المصادر وفاة المعتقل إبراهيم عبد القادر، من قرية منشاة الكردي بكفر الزيات، داخل سجن طنطا، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، حيث قامت وزارة الداخلية بإبلاغ أسرته بوفاته الثلاثاء ووجود جثمانه بمشرحة مستشفى جامعة طنطا.

وحسب تلك المصادر، فقد اعتقل إبراهيم منذ ما يقارب الشهر، وذلك أثناء حضوره المتابعة الدورية، ليفاجأ باتهامه على ذمة قضية جديدة ويعرض على النيابة، والتى قررت حبسه 15 يوما على ذمة التحقيق.

ولفتت تلك المصادر إلى أنه قد اشتد المرض على إبراهيم خلال العشرة أيام الماضية، ووجود احتمالية إصابته بأعراض فيروس كورونا، حيث كان يعاني من ارتفاع درجة الحرارة وأعراض أخرى، ليتوفى في محبسه بسبب غياب الرعاية الطبية اللازمة.

وأدان مركز الشهاب، الإهمال الطبي الذي حصل بحق المواطن إبراهيم عبد القادر، وحمل وزارة الداخلية مسؤولية وفاته، كما طالب بالإفراج عن جميع المعتقلين تلافيا لمخاطر الوباء.

وبهذا يكون عدد ضحايا الإهمال الطبي منذ مطلع العام قد بلغ 11، بعد وفاة كل من إبراهيم عطية، وعزت كامل، ومنصور حماد، وعاطف إبراهيم السيد، ومحمود العجمي ، ومصطفى أبو الحسن، وجمال رشدي، وعبد العال حامد عبد العال، وعبد الرحمن محمد عبد البصير  ورضا حمودة 

ويعد الإهمال الطبي في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة، السبب الرئيسي في وفاة أكثر من 1000 سجين، في أماكن الاحتجاز المختلفة خلال الفترة ما بين يونيو/حزيران 2014 وحتى نهاية 2020 وفق تقارير حقوقية.

وسجل عام 2020 معدل أعلى من حيث عدد الوفيات داخل السجون ومقرات الاحتجاز مقارنة بالعام الذي سبقه، حيث تعرض 78 شخص خلال عام 2020 للوفاة، بينما وثقت 35 حالة وفاة في عام 2019.

وطبقًا لآخر توثيق صادر عن “مركز الشهاب”، في تقرير له قبل أيام من نهاية عام 2020، فإن إجمالي عدد الوفيات في السجون المصرية خلال السنوات السبع الماضية بلغ 774.

وحسب التقرير، فقد عانى السجناء والمعتقلون انتهاكات جسيمة بحقوقهم زادت ضراوتها خلال 2020 مع وجود وباء كوفید 19 الذي لم تتعامل معه الدولة المصرية بشكل جید في العموم.

ويبلغ عدد السجون في مصر 68 سجناً، بالإضافة إلى 382 مقر احتجاز داخل أقسام الشرطة، ويقدَّر عدد المسجونین السیاسیين في مصر بنحو 60 ألف سجين ومحبوس.

وخلال السنوات السبع الماضية، قضى نحو 774 محتجزاً داخل مقار الاحتجاز المختلفة، من بينهم 73 في عام 2013، و166 في 2014، و185 في 2015، و121 في 2016، و80 في 2017، و36 عام 2018، و40 في 2019.