Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب
السن: 18

علي متولي.. أول ضحايا الحرية بعد الانقلاب

حين داعبته والدته قبل خروجه للمشاركة في رفض انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013 بعد الإعلان عنه بأيام، بقولها، لقد تعبنا من التظاهر يا ولدي، أجابها الشاب الغض الذي لم يكمل عامه الثامن عشر، “وهل حسبت يا أمي أن 18 يوما في الميدان، كافية لأن يحصل الشعب على حريته”.

علي متولي (18 سنة) طالب الفرقة الثالثة بمدرسة المعدات الثقيلة الثانوية في محافظة الإسماعيلية، ولد في 18 سبتمبر/ايلول 1995، ولحب زملائه له، وتقديرهم لمواهبه وإمكانياته، اختاروه ليكون رائد الفصل ومقرر لجنة الرحلات باتحاد طلاب المدرسة.

كان علي من أسرة مكونه من 7 أفراد، فإضافة إلى والديه، كان لديه شقيقه الأكبر عبد الرحمن الذي لحق به في فض رابعة، و3 شقيقات، هن خديجة ومريم وعائشة.

عرف في محيطه بالخلق الحميد والصفات الحسنة، وكان اجتماعيا بطبعه، فحين تلقاه كأنك تعرفه منذ سنين؛ حسب أقرانه، الذين وصفوه كذلك بـ”فاكهة” الأصحاب، حيث الابتسامة لا تكاد تفارق وجهه.

كان لدى علي حماسة الشباب التي لا تنقطع، إلا أنه كان يوجه حماسه في طريق العمل الصالح وخدمة الآخرين، فهو رغم عمره القصير كان صاحب بصمة واضحة، وترك ذكرى عطرة لا يزال أثرها باقيا وصداها يتردد بين الحين والآخر.

رباه والداه على مكارم الأخلاق وسمات الرجولة، فعرف بها منذ صغره، وكان والده يتعامل معه على هذا الأساس، معاملة الصديق لصديقه، ومن ثم نشأ متحملا المسئولية منذ الصغر.

يعكس ذلك ويكشفه رسالة وجهها له والده خلال فترة اعتقاله، وكان يحملها في محفظته ويقرأها كل حين حسب والده، ولم تفارقه حتى استشهاده.

كتب له والده فيها “أكتب إليك هذه الرسالة فى الليل، حيث فكرى كله مشغول بك وقلبى يشتاق اليك وأذني تسمع صدى صوتك. أكتب إليك هذه الرسالة وأنا أشعر أنى أفتقد صديقى الفالى وفلذة كبدى”.

وضمن وصايا متعددة، أوصى الوالد الأسير حينها ابنه علي بأن يذاكر دروسه جيدا ويحافظ على الصلاة فى وقتها ويهتم بنفسه ويحافظ على صحته ويحسن اختيار الصاحب الذي يعينه على حسن الصلة بالله وحسن الخلق.

كان علي رغم حداثة سنه يرى أن عليه مسؤولية دعوية تجاه الآخرين كذلك، حيث كان يقوم على تحفيظ مجموعة من الأطفال القرآن الكريم، وقد جاء عدد منهم في عزائه متأثرين باستشهاده، وأخبروا شقيقه عبد الرحمن، أنهم حزينون لفقد من كان يعلمهم كتاب الله.

عقب استشهاده أتت إحدى السيدات إلى والدته، وحكت لها موقفا لعلي مع ابنها، حيث كانا يلعبان الكرة سويا، وكانت تراقبهم من بعيد، وحين جاء موعد الصلاة، اصطحب ابنها ومجموعة أطفال آخرين إلى المسجد، فدخلت مصلى النساء تراقب ما يجري؛ فوجدت عليًا يقرأ القرآن الكريم بخشوع، فهزها الموقف وتأثرت بتلاوته، ووجدت أثر ذلك في سلوك ابنها.

كان علي مع أخواته خديجة ومريم وعائشة ينبوع حنان لا ينقطع، وكان يحثهن على الصلاة وحفظ القرآن، وكان يقوم بعمل جدول متابعة لهن، ودائمًا ما يحضر لهن الهدايا لتحفيزهن.

عقب الانقلاب العسكري، انحاز سريعا دون توجيه إلى صفوف دعم الشرعية، وكان في مقدمة من دفعوا ثمن ذلك حين مشاركته في فعاليات دعم الشرعية كلها، وذلك حين خرج في الجمعة التالية لبيان الانقلاب، في 5 يوليو/تموز 2013، للتظاهر أمام مبنى محافظة الإسماعيلية بسلمية حتى هاجمتهم البلطجية المدعومة بشرطة الانقلاب.

جاءه حينها اتصالان، أحدهما من والده، الذي قال له “في ناس ماتت عندكم.. في شهداء.. جددوا النية.. واثبتوا”، لينقل سريعا الرسالة إلى محيطه، ويعقب ذلك سريعا وابل رصاص استهدف المتظاهرين بسلمية وقنابل غاز مسيل للدموع، الأمر الذي دفع علي لمحاولة حماية النساء وتوجيههم للابتعاد عن مرمى الرصاص والغاز.

نقل الحاضرون عن علي أنه كان في قمة الحماسة والقوة، وكان آخر ما سمع منه قول “الله أكبر الله أكبر.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله”، ليصاب بعدها مباشرة بطلق ناري في القلب؛ ويكون أول شهيد لدعم الشرعية في محافظة الإسماعيلية.

والاتصال الآخر كان من شقيقه عبد الرحمن الذي لحقه شهيدا في فض رابعة العدوية، والذي يحكي كيف أنه كان يحاول أن يطمئنه وخلال اتصاله، سمعه يردد الهتاف والشهادة، وينادي على النساء لتوجيههم إلى مكان بعيد عن مرمى النيران، ثم قطع الاتصال، ليحاول مجددا الاتصال عليه.

يضيف عبد الرحمن، حين حاولت الاتصال مرة أخرى، رد علي شخص غريب، وحاول بدوره طمأنتي بأن شقيقي مشغول، وأنهم يحاولون الهرب من مرمى رصاص الداخلية، لكنه كان قد أصيب حينها ونال الشهادة.

يقول عبد الرحمن الذي لحق بشقيقه علي بعد نحو شهرين في فض رابعة، أخي علي كان أفضل مني رغم أنني أكبره وأظهر في الصورة أكثر منه، ويحكي كيف أنه كان حزينا لمنعه من المشاركة في اعتصام رابعة مع بدايته لصغر سنه، لكن الله اختاره شهيدا في محافظته.

أما شقيقته مريم، فتروي كيف أن شقيقها علي كان يحبها وباق الأسرة، ويعمل على سعادتهم وإدخال السرور إلى قلوبهم، وكان يحب عمل الخير لكل الناس، وإذا ما وعدهم بأمر لا يخلفه، سائلة الله أن يكتبه من الشهداء وأصحاب المنزلة الرفيعة في الجنة، ومؤكدة أنهم مستمرون على نهجه حتى الأخذ بحقه.

فيما تقول والدته في ثبات ورضا، عقب استشهاد ابنها عبد الرحمن في فض رابعة العدوية، الحمد لله، ولدان اشتراهما الله مني، فنعم الشاري، وأنا وزوجي وباق الأسرة سنظل ثابتين على النهج.

يحكي رفيقه صالح، كيف أنه وعلي كانت هوايتهم المفضلة السير الطويل والحديث الكثير، ويحكي كيف أنه في مرة كان يحكي له عن مشكلة تواجهه، وحين رآى همه واهتمامه بحلها، قال له هدئ من روعك وهون عليك، أشعرتني أنها مشكلتك لا مشكلتي، فرد علي “أنا أشعر أن الله اختصني بقضاء حوائج الناس ومساعدتهم.

كانت جنازة علي حاشدة ومهيبة حضرها المئات الذين كانت تعلوهم مظاهر الصدمة والحزن، كونه من أوائل من سقطوا عقب الانقلاب العسكري، ولم يكونوا يعلمون بعد أن مشهدهم ذلك سيتكرر كثيرا، فعقب علي سقط المئات من الشهداء، ومن ضمنهم شقيقه الذي لحقه عقب أقل من شهرين.

Other أحداث ما بعد الانقلاب victims

عادل إبراهيم الحوفي.. نشأ يتيما ومات شهيدا

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب بالصف الأول الثانوي
السن: 15

إبراهيم سلطان حسان.. طفل قتله النظام

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب بالمرحلة الإعدادية
السن: 14

محمد أبو طبيخ

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: مدرس للغة الانجليزية
السن: 39

عبد الرحمن أحمد

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب في كلية الهندسة
السن: 20

سهيل عمار

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: مهندس
السن: 35

أحمد عبدو

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب
السن: 20

أحمد محمد عبد رب النبي

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب في كلية الحقوق
السن: 20

محمد يسري

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: مهندس بشركة للمقاولات
السن: 25

محمد رضا

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب في كلية الهنسة جامعة القاهرة
السن: 19