Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب جامعي
السن: 22

أنس المهدي.. فقيد الحركة الطلابية

لم تكتمل 24 ساعة عن فرحة الأسرة بكتب كتاب ابنها عبد الله، حتى صدمت بإصابة ابنها الثاني أنس خلال مشاركته في مسيرة طلابية بجامعة القاهرة، والتي دخل إثرها في غيبوبة استمرت 27 يوما حتى وافته المنية.

أنس كمال حسن المهدي (22 سنة) توفي مساء الجمعة 15 مايو/أيار 2015 بعد غيبوبة بدأت منذ إصابته على يد أحد أفراد الأمن الإداري التابع لجامعة القاهرة يوم 19 أبريل/ نيسان 2015، خلال مهاجمتهم مسيرة طلابية في حرم الجامعة.

أصيب أنس بارتجاج في المخ ونزيف داخلي وكسر في منطقة الحوض واليدين والرجلين، وظل بعد نقله إلى المستشفى في حالة غيبوبة 27 يوما حتى الوفاة متأثرا بهذه الإصابة، وأقيمت صلاة الجنازة عليه يوم السبت 16 مايو.

كان أنس المهدي، طالبا بكلية العلاج الطبيعي في جامعة القاهرة، وأحد قيادات حركة “طلاب ضد الانقلاب”، وكان معروفا بين أقرانه بتفوقه ونشاطه وهمته، وكانت المسيرة التي أصيب فيها، تطالب بالإفراج عن طلبة معتقلين وعودة مفصولين، وأثناء تحركها هاجمها أفراد من الأمن الإداري وبلطجية بزي مدني، مستخدمين العصي الحديدية والحجارة.

وقام أحد أفراد الأمن بالاعتداء على أنس بالضرب، خلال الاشتباكات التي استمرت قرابة الساعة، وأسفرت عن إصابة العشرات من الطلبة بجروح ووقوع حالات إغماء بين الطالبات.

نشر الطلاب صور أفراد من الأمن يمسكون بأنس المهدي وهو ملقى على الأرض وينهالون عليه بالضرب بأدوات حادة، متهمين أحدهم، واسمه “إسلام علواني” بالتسبب في وفاة زميلهم أنس.

لم يتخل والد أنس عن الأمل في أن يفيق ابنه من إغماءته طوال الأيام الـ27، وتتابعت دعواته وكتاباته المعبرة عن ذلك، إلا أن إرادة الله كانت سابقة بأن الأجل قد حان، وأن أنس قد انضم لقافلة المصطفين بالشهادة كما جاء في تعازي أصدقائه لوالده.

تركت وفاة أنس المهدي أثرا عظيما في زملائه الطلاب، كيث كان محبوبا وذا شعبية واسعة بينهم، وكان له دور ملموس في الحركة الطلابية بالجماعة خلال هذه المرحلة، وظهر ذلك جليا في الدعاء له من قبل زملائه قبل الصلاة عليه.

شهدت جنازته كذلك مشاركة واسعة، بدأت بالصلاة عليه في مسجد صلاح الدين، ثم حين خروج جثمانه من سيارة الإسعاف للدفن في وقت متأخر من الليل، كما قام طلاب حركات طلابية في جامعات أخرى بإقامة صلاة الغائب عليه، وتم إحياء ذكراه في سنوات لاحقة، وقام عدد بأداء العمرة عنه.

قال عنه أصدقاءه إنه كان له من اسمه نصيب، فكل من عرفه أَنِسَ به، وكان ذا قلب وفؤاد امتلآ بحب الشهادة والسعي لها، وظهر ذلك جليا في كتاباته وأحاديثه المختلفة، وكتب الكثير من أصدقائه ما يعبرون فيه عن مشاعرهم تجاهه، ومدى الأثر الذي تركه فقده فيهم.

كان من كلماته “كيف ندعو الناس إلى طريق يمتلئ بالأشواك ولا نقبل أن نصاب بشوكة أو عدة أشواك”، وقال عنه شقيقه عبد الله، “كانت قضيته الأكبر هي تحرير المسجد الأقصى، وكان يتمنى أن تكون الشهادة على أعتابه”.

وكان آخر ما كتبه على حسابه بموقع فيسبوك، تهنئة بمناسبة عقد قران شقيقه عبد الله، أظهر فيها امتنانه لمن شاركهم الفرح، ولم ينس في هذه التهنئة الدعوة بالفرج للمعتقلين، وأن يتقبل الله الشهداء، ليكون على موعد بلحاقهم عقبها بأيام.

كتب أنس وصية بخط يده قبل أن يرتقي بأيام، تلاها أحد رفقائه على مشهد قبره بعد دفنه، واستفتحها بأبيات، “تهون الحياة وكل يهون .. ولكن إسلامنا لا يهون.. نضحي له بالعزيز الكريم .. ومن أجله نستحب المنون” .

وتضمنت الوصية التي توجه بها إلى أسرته وزملائه ومن حضروا جنازته عددا من التوصيات والأمنيات، أبرزها أمنيته الاستشهاد على أعتاب المسجد الأقصى، وقال: “كم كنت أتمنى أن تكون شهادتي على اعتاب الاقصى لكن مرحبا بها إذا جاءت على أرض محرري الأقصى بإذن الله”.

وأوصى أنس بأن يغسله صديقه أحمد غنيم، والذي اعتقل قبل وفاته بأسبوعين، كما أوصى أن يكتب اسمه على حجر يلقى به في رحاب المسجد الأقصى حتى إذا ما فتح كان هذا الحجر موضوعًا تحت أقدام الفاتحين ليعبروا عليه، وأن يدفن معه قميص كان يلبسه خلال فض اعتصام رابعة العدوية.

وعقب وفاته، وعند مشهد قبره، شدد الطلاب على استمرارهم في نضالهم الطلابي حتى استعادة حق زميلهم أنس ومن سبقه من شهداء الحركة الطلابية، كما أكدت شقيقته هند على أن أسرة أنس لن تنكسر باستشهاد شقيقها وستستمر في نضالها.

وبالفعل، استمرت تضحيات أسرة أنس، حيث ألقي القبض على شقيقه عبد الله بعد وفاته بأيام، والذي كان حديث عهد بزواج لم يهنأ به، وزج به في قضية عسكرية حكم عليه فيها بالسجن المؤبد وتأكد الحكم بعد رفض استئنافه.

وكان والد أنس النائب السابق بمجلس الشعب، قد سبق أن ألقي القبض عليه قبل نحو عام من استشهاد ابنه، وظل أنس يكتب في عزة عن ثبات والده، ويوم إخلاء سبيله، كتب أنس بأن الحرية الحقيقية هي يوم القصاص وتحرير جميع المعتقلين، ودعا بالسرور لجميع أهالي المعتقلين كما كان حالهم في ذلك اليوم.

كما ألقي القبض على والده ووالدته، مرة أخرى بعد استشهاده بـ 3 أعوام، وظلا قيد الإخفاء القسري لمدة جاوزت 20 يوما، واستمر حبس الوالدة قرابة 10 أشهر، فيما قضى الوالد أكثر من عامين في السجن قبل إخلاء سبيله.

Other أحداث ما بعد الانقلاب victims

عادل إبراهيم الحوفي.. نشأ يتيما ومات شهيدا

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب بالصف الأول الثانوي
السن: 15

إبراهيم سلطان حسان.. طفل قتله النظام

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب بالمرحلة الإعدادية
السن: 14

محمد أبو طبيخ

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: مدرس للغة الانجليزية
السن: 39

عبد الرحمن أحمد

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب في كلية الهندسة
السن: 20

سهيل عمار

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: مهندس
السن: 35

أحمد عبدو

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب
السن: 20

أحمد محمد عبد رب النبي

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب في كلية الحقوق
السن: 20

محمد يسري

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: مهندس بشركة للمقاولات
السن: 25

محمد رضا

Event: أحداث ما بعد الانقلاب
المهنة: طالب في كلية الهنسة جامعة القاهرة
السن: 19