عبد الحميد الشبراوي ..ابن العشرين
عبدالحميد محمد عبدالحميد غريف وشهرته عبد الحميد الشبراوي، 20 عاماً، كان طالباً بالفرقة الثالثة كلية التجارة قسم اللغة الإنجليزية، بجامعة الأزهر. إضافة إلى دراسته كان مهتماً بالعمل الخيري في قريته (كفر حافظ، مركز أبو حماد الشرقية) يقول أحد أقاربه عن نشاطه الخيري: أسس عبد الحميد ائتلافا للشباب لعمل الخير بالقرية أسماه ( إئتلاف شباب الخير ) ، وكان يتولى هذا الائتلاف نظافة القرية وإصلاح أعمدة الإنارة ، وصناديق لجمع المهملات، ومساعدة الفقراء والمحتاجين ، وإقامة القوافل الطبية، وكان أيضاً يتولى تحفيظ الأطفال القرآن ويشرف على الأنشطة رياضية لهم.
شارك عبد الحميد في اعتصام رابعة العدوية، وفي يوم 8 يوليو/ تموز عندما وقعت المذبحة التي عرفت فيما بعد بمذبحة الحرس الجمهوري أصيب عبد الحميد في قدمه بثلاثة رصاصات، لكن ذلك لم يثنه عن محاولة اسعاف مصابيين أخرين، حتى أصابته رصاصتين وفقا لشهادة والده أودت بحياته، ليكون واحداً من 76 ضحية لهذا اليوم.
ولد عبد الحميد في الثامن من يونيو/حزيران 1992، أي أنه يوم وافته كان يفصله شهراً وحداً عن اتمامه العشرين، كان مجتهداً في دراسته، ولم يعرقله نشاطه السياسي، والدليل أن نتيجة السنة الثالثة ظهرت بعد قتله بـ 13 يوماً فقط، وتحديداً في يوم الأحد 21 / 7 وكان تقديره جيد جداً.
والده الأستاذ محمد عبدالحميد الشبراوي يعمل كبير فنيين بمحطة كهرباء العباسة، ووالدته هي السيدة تحية إبراهيم ، ربة منزل ( حاصلة على دبلوم تجارة)، وله أربعة أخوة.
قال عنه زوج عمته أنه كان دينامو العائلة، وتقول عنه والدته أن أكثر ما تفتقده له اصطحابه لها عندما كانت تود تأدية بعض الأمور، وتقول عنه أنه كان دائماً يطلب منها الدعاء ويأمر إخوته بطاعتها هي ووالده ، و أنه كان يستأذنها قبل الخروج من البيت في كل مرة يخرج فيها ولا يأخذ أموالاً إلا بعد إذنها .
أما عن أيامه الأخيرة فتقول والدته: بعد خطاب السيسي يوم الأربعاء 3 يوليو / تموز وإعلانه الانقلاب أصر عبدالحميد أن يسافر للقاهرة وظل يبكي ويقول أن البلد خلاص ستعود للوراء مرة أخرى ، واحتضن أمه وطلب منها مسامحته وأن تسمح له بالسفر للانضمام للمعتصمين ، ونصحته أمه بان يسافر في صباح اليوم التالي وهو ما فعل.
وفي يوم السبت قبل استشهاده بيومين اتصل به أحد أعمامه طالباً منه العودة للمنزل لرؤية أمه وذلك لمرضها ، فاتصل عبدالحميد بعم آخر له ليتأكد من ذلك فنفى ما قيل له وأخبره أن أمه بصحة جيدة .
وعن علاقته بأصدقائه في القرية، يتحدث والده عن مشكلة وحيدة في حياته مع أحد أصدقائه منذ سنوات، ولكن قدر الله أن يتصالحا قبل أيام من مذبحة الساجدين، وكأنه كان يستشعر باقتراب موعد لقائه مع الله .
وقبل أن يسافر عبدالحميد للقاهرة ذهب لزيارة عمته وأخته المتزوجة وكأنه يودعهن، وتقول عمته أنه كان واصلاً للرحم وكان دائماً يزورها باستمرار.يروى والده أنهم رأوا بطاقة عبد الحميد مباشرة على الهواء عندما كانت إحدى القنوات الفضائية تنقل أحداث المذبحة
أما آخر حديث بينه وبين والدته، قبل يوم من المذبحة، اتصلت به والدته هاتفياً وطلبت منه الحضور للحصول على ملابس نظيفة وتناول طعام المنزلي، لكنه رفض الحضور وتقول الأم أنها لم تتوقع أن يكون الجيش المصري الأمانة والقسم الذي أقسمه في أن يحافظ على الدماء المصرية، والعجيب، أنه قبل وفاة عبد الحميد بشهر أحست أمه بحزن قلبي شديد، وليلة الوفاة أخذت والدته تدندن أغنية “أم البطل” وعندما رأت صورة جميلة لابنها، أحست إن هذه الصورة سوف تظهر على الشاشات،
أما من الناحية القانونية يقول والد عبد الحميد، أن الأسرة لم تتخذ أية إجراءات قانونية تجاه الدولة المصرية، “لم نقم بأي إجراء قانوني، فوضنا أمرنا لله تعالى.”