د. ياسر طه
تحكي عنه زوجته بحسب مقابلة مع جريدة المصري اليوم . «الدكتور ياسر كان بيتعامل معانا بما يرضى الله، وكان متميزا فى كل النواحى أخلاقيا ودينياً، ومهنياً كان شاطر فى شغله كطبيب فى الكيمياء الحيوية، وكنت دايما بأحمد ربنا عليه، وكانت الناس كلها بتحبه»
و تحكي تفاصيل يوم المذبحة زوجته فتقول .. «ياسر كان معتصما عند (الحرس الجمهورى)، وما كانش بيرضى يرجع البيت، وإحنا كنا بنروح نعتصم معاه، ونرجع تانى يوم نجيب له الأكل واللبس، وكنا معاه يوم الأحد طول النهار، وروحنا البيت وسبناه هناك، وفى فجر الاثنين حدثت الاشتباكات عند الحرس الجمهورى، واتصلت بتليفون ياسر لاقيته مقفول ففتحت التليفزيون وشفته مرمى على الأرض ورأسه مربوطة بلثام أبيض، فاتصلت بواحد صديقه أكد لى الخبر»، وأضافت:«فى اللحظة دى، كنت هادية جدا، ومصرختش ولا عيطت، لكن بنتى هدى قعدت تعيط، كانت فاكراه مصاب، نزلت بسرعة أروح له، وقعدت أقول إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اجرنى فى مصيبتى، ورحت مستشفى الحسين، كانوا رافضين يدخلوا أى حد من أهالى الشهداء، وبعد تفاوض قدرت أدخل وشوفت ياسر، واتعرفت عليه، وكان عنده تهتك فى الحبل الشوكى بسبب الرصاصة التي أصابته، وبعد كده اتنقلت الجثة لمشرحة زينهم، وحصلت مشكلة كبيرة عند باب المشرحة، وفضلنا مستنيين من الساعة 12 الضهر لحد 9 بالليل، ورفض المسؤولون يسلمونا الجثمان، لكن بعد ما اتحيلنا عليهم، قالولنا خدوا إنتو الجثث وكفونها، وغسلوها بمعرفتكم فى البيت».
«وضعت ياسر فى غرفة والدته وعلى سريرها، واتصلت بالأولاد وقلت لهم إن أبوهم استشهد لكن هدى ماكانتش قادرة تصدق، وقالت لى اتأكدى يا ماما، وقلت لها لازم نصبر بابا عند ربنا، ولما وصلت البيت الأولاد شافوا جثة أبوهم، ووقفتهم على كرسى عشان يبوسوه، ويسلموا عليه ويودعوه .. كانت لحظة خانقة، لما جينا نغسل ياسر، وشفت جرح متخيط من بطنه لحد رقبته، وكانت الخياطة غير آدمية عشان يكتبوا تقرير الطب الشرعى، ولاقيت راسه مفتوحة بالكامل ومش متخيطة عشان يستخرجوا الرصاصة منه».
«لأول مرة أعرف إيه هو بكاء اليتامى والولاد كانوا بيعيطوا كتير، لكنى كنت لازم أبقى متماسكة وواقفة على رجلى وكانوا عارفين إن اللى قتل أبوهم هما الجيش والشرطة، وكانوا بيسألوا هو الجيش ده مش كان حلو إيه اللى خلاه وحش كده، فقلت لهم جيشنا لسه حلو، لكن فيه ناس فيه هى اللى وحشة وفيه منهم مارضيوش يضربوا نار على المتظاهرين، ومحمد سألنى هو الجيش قتل بابا ليه؟ كنت دايما بأكد عليهم حب البلد بعد ما بدأت أحس إن انتمائهم الوطنى اتهز».
و تحكي أبنته هدى عنه..«اسمى هدى ياسر طه، عندى 11 سنة، فى الصف السادس الابتدائى، كنت بروح الاعتصام لبابا، ويوم المذبحة شفت صورته فى التليفزيون، وكنت فاكراه مصاب، لكن ماما قالتلى بابا استشهد ولازم نحتسبه عند ربنا، وندعيله.”
أما محمد ابنه (4 أعوام) .. فيقول “بابا استشهد انتوا بتعيطوا ليه هو راح الجنة وانا هروح له دلوقتي , انا بوست بابا وهو شهيد يبقي هستشهد بالليل واروح له.”