أنس محي الدين
طفل في الخامسة عشر، أحب أمرين حباً شديداً: النادي الأهلي، والثورة المصرية، في لفتة عجيبة بعد قيام الثورة، كتب علي جواله “أعلن عن وصيتي في حالة وفاتي أن يتم الآتي: أن يتم لفي في علم مصر وتُشيع جنازتي من ميدان التحرير، وأن يتم التبرع بقرنية عينيا لمصابي الثورة عين لشخص وعين لشخص آخر، وكذلك يتم التبرع بباقي أجزاء جسمي لمصابي الثورة”، كان عاشقاً للنادي الأهلي أكثر من أي شئ آخر، قبل قيام الثورة بعام تعرف على مجموعة من رابطة ألتراس أهلاوي عن طريق جماعة من الالتراس.
كانت تستعد رابطة الألتراس للذهاب إلي مدينة بورسعيد لحضور مباراة هامة بين النادي الأهلي والنادي المصري، وكان أنس بالطبع يستعد للذهاب معهم، طلبت أمه منه إلا يذهب تلك المرة، لأن وقوع أحداث عنف لكنه رفض، حتى وصلوا إلي إستاد بورسعيد مساء الأربعاء 1 فبراير 2012م.
بحسب شهادات الناجين مما عرف فيما بعد ب “مذبحة بورسعيد” بدأت المباراة وسط غياب أمني شديد ظهر في عدم فرض إجراءات التفتيش المعتادة على الحضور أثناء دخول الإستاد، انتهت المباراة بفوز النادي المصري على النادي الأهلي بنتيجة بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، ومع صافرة النهاية، نزل جماهير النادي المصري إلي أرض الملعب باتجاه جماهير النادي الأهلي، حاملين الأسلحة البيضاء، ليكون أنس ضمن 72 مصرياً فقدوا حياتهم في ذلك اليوم.
كَتب أنس علي فيسبوك عبارة غريبة أخرى، لا تتفق وسنوات عمره قال”كم أتمنى أن أسمع خبر وفاتى وأنا حى، كى أرى العيون التى ستبكى علىّ.”
أقيمت صلاة الجنازة عليه في مسجد مصطفى محمود، وحضرها مشيعون كثيرون، حيث تركت الحادثة أثرها ليس فقط على جماهير النادي الأهلى، لكن على الشعب المصري، خاصة مع انتشار صور الطفل أنس كأصغر شهداء هذه المذبحة.
ورغم مرور السنوات على المذبحة، إلا أن وجه أنس بقى في ذاكرة الناس كلما حلت ذكرى مذبحة بور سعيد، وكذلك كلما جاء موعد يوم ميلاد أنس الصغير، في إحدى المرات كتب نجم الأهلي اللاعب السابق وأفضل لاعب في أفريقيا، محمد أبو تريكة، على منصة التوتير في ذكري ميلاد أنس 3 نوفمبر “عيد ميلاد أنس محي الدين أبو ضحكة جنان أنت إن شاء الله في الجنان “.
ذهبت القضية إلى القضاء وبقت خمس سنوات كاملة، حتى أصدرت محكمة النقض حكما نهائيا في 20 فبراير 2017م بتأييد أحكام الإعدام الصادرة ضد 10 متهمين حضورياً والسجن لمدة تتراوح بين 15 و 10 و 5 سنوات لـ 30 متهما آخرين.