أحمد النحاس
أحمد النحاس، 65 سنة، مهندس استشاري، كان يشغل منصبأمين صندوق نقابة المهندسين بالإسكندرية. اعتقلته السلطات في شهر يوليو/تموز 2021، وتوفى أثر إصابته بالكورونا في سجن تحقيق طرة.
اهتم بالعمل العام منذ سنوات دراسته الجامعية، فكان رئيس اتحاد طلاب كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، وترشح لعضوية مجلس الشعب في عامي 2000 و 2005، ثم أصبح عضوا في مجلس الشورى بعد ثورة يناير . ولأن اهتمامه بالنشاط السياسي كان معروفاً، فقد سبق اعتقاله مرتين في عهدي الرئيسين أنور السادات وحسني مبارك. وبعد الانقلاب العسكري في 3 يوليو /تموز 2013 كانت امكانيه اعتقاله مرة أخرى كبيرة، لذلك حاول الفرار من الاعتقال السياسي وظل مطارداً ثمانية سنوات إلى أن تم اعتقاله قبل شهرين من وفاته إلى أن توفى في 23 سبتمبر/أيلول 2021.
تقول عنه زوجته منال محمد حسين عيسى، ابنة الداعية المعروف: “تعرفت عليه في إحدى الرحلات، حيث كنت في صحبة والدي، وجاء المهندس أحمد لاستقبالي أنا ووالدي، وخلال فترة الرحلة تابعني، وخلال شهرين من هذه الرحلة كان تم عقد القرآن.” أثمرت حياة أحمد نحاس الزوجية ولدين، الأول تخرج من كلية الهندسة قسم ميكانيكا والثاني
كتب عنه الكاتب والمخرج المصري أسعد طه قائلا:
“كان عضوًا في اتحاد الطلبة لكلية الهندسة بالإسكندرية، وكانت هناك رغبة جادة من الفائزين في الانتخابات الطلابية في تقديم أنشطة خدمية مفيدة وخالية من مظاهر الفساد التي سادت بعض دورات الاتحاد السابقة.
بحكم صحبتنا ورغم أنني لم أكن عضوًا في الاتحاد إلا أنه سألني أن أكون رفيقه في مهمة إلى الأقصر وأسوان لحجز رحلة جماعية للطلاب بأسعار رمزية، ولأني أحبه من ناحية ولأني مشتاق لزيارة المدينتين من ناحية أخرى اعتبرت أنني مُقدم على رحلة قصيرة وممتعة.
انطلقنا من الإسكندرية إلى القاهرة ثم إلى أسوان، ساعات طويلة من السفر المرهق، ولأن تكاليف السفر يتحملها الاتحاد فقد اعتبر صديقي أننا في مهمة عمل جادة علينا أن نؤديها بتجرد وإخلاص.
وهكذا قضيت يومين ألهث وراءه بالمعنى الحرفي للكلمة، كما لو كنا في سباق مع الوقت حتى نحصل على أفضل الأسعار من الفنادق في أقصر مدة ممكنة لتقليل تكليف رحلتنا، وكان أسعد وقت في هذه الرحلة عندما التحقنا بقطار العودة في آخر لحظة قبل أن ينطلق بعد يومين من العمل المضني، فهذا معناه أن وقت الراحة قد حان، ولن يكلفني خلاله بأمر.
أعترف أنني لم أغبط أحدًا يومًا كما غبطت أحمد النحاس، كنت أقول دائما هذا الرجل: كأنْ لا شيطان له، يتصرف بطبيعة وتلقائية وفطرة سليمة لم أجدها عند آخرين ممن أظنهم من الصالحين، لا كلام ولا شعارات فضفاضة، لكنها ممارسات وأخلاق رفيعة، كرم، وتسامح، وحب، ووفاء.
انقطع بيننا التواصل سنوات، وقبل حوالي شهر بدأت أحاول الحصول على رقم هاتفه، إلى أن اكتشفت لاحقا أنه قيد الاعتقال، وعرفت اليوم أنه مات في السجن بعد أن أصيب بكورونا، ونتيجة سوء العناية الطبية.
ليس لدي ما أقوله وأعبر به عن حزني لهذا الخبر، غير دعائي له بالرحمة، وأن يرفق الله بعائلته، ادعوا له من فضلكم، وادعوا على ظالميه.”