Event: المذبحة الصامتة
المهنة: طبيب نفسي
السن: 58

عمرو أبو خليل

دكتور عمرو أبو خليل، 58 سنة، استشاري الطب النفسي، توفي الأحد  6 سبتمبر 2020. داخل محبسه بسجن العقرب بالقاهرة إثر أزمة قلبية بعد مشادة كلامية بينه وبين إدارة السجن اعتراضا منه على منع دخول الأدوية للمعتقلين ومنع نزولهم مستشفى السجن للعلاج.  وفقاً لمصدر قريب من أبو خليل.

ويعد أبو خليل الشهيد رقم 58 منذ بداية العام 2020 داخل السجون المصرية، والثالث في سجن العقرب خلال ثلاثة أسابيع. والخامس داخل السجون المصرية خلال خمسة أيام.

تم اعتقال “أبوخليل” منذ عام تقريبا في 2 من أكتوبر عام 2019م . بعد أن داهمت قوات الأمن المصرية منزله في الإسكندرية واستحوذت على مبالغ مالية واجهزة هواتف نقالة وبعض المشغولات الذهبية – لم تدون في محضر الضبط – ألقى الأمن القبض عليه أمام مرضاه داخل عيادته، ثم تم القبض على سبعة أفراد آخرين من عائلته ووبقوا معتقلين لفترات تتراوح بين الشهر والثلاثة أشهر وفقاً لتقارير صحفية.  أما التهم التي وجهت لأبي خليل نفسه فمن ضمنها الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين، رغم أنه ترك الجماعة منذ أكثر من ربع قرن ، وكتب عدة مقالات في نقد الحركة الإسلامية.

كان يعاني “أبو خليل” من عدة أمراض  مثل “السكر والتهابات الأعصاب الطرفية، وفتق إربي” تفاقمت إثر احتجازه داخل سجن العقرب دون توفير أدنى رعاية طبية، وسبق أن أصيب بفيروس كورونا داخل محبسه يوم 23 يونيو 2020 الماضي ورفضت السلطات المصرية الإفراج عنه لتلقي الرعاية الطبية، أو حتى توفير رعاية صحية. داخل السجن.

تم إيداع أبو خليل في عدة أماكن اعتقال إلى أن تم نقله إلى سجن العقرب شديد الحراسة في ظل ظروف غير ادمية، وتم اخضاعه للحبس الانفرادي دون سبب، ولم يسمح له بتلقي زيارات من أسرته أو محاميه لذا لم تكن تتوفر معلومات لدى أسرته حول حالته بشكل عام داخل السجن . وعندما تمكن محاميه من لقاءه يوم 27 من اكتوبر 2019م  أخبره أنه ممنوع من ارتداء نظارته الطبية، وأنه لا يستطيع الحصول على ملابس نظيفة ولا أدويته الخاصة.

مسيرة “أبو خليل” حافلة بالكثير من الإنجازات، حيث اختير نائبا لرئيس اتحاد طلاب كلية الطب 1984، ثم رئيسا للاتحاد في العام ذاته، وحصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة الاسكندرية عام 1986، ثم ماجستير الأمراض النفسية والعصبية من الجامعة ذاتها عام 1992.

عرف عنه دعمه النفسي للمعتقلين المفرج عنهم، والذين أصبحوا يعانون عدة مشاكل نفسية بسبب ما كانوا عانوه أثناء فترة اعتقالهم من تعذيب وإيذاء نفسي وبدني. ويعتبر دور أبو خليل في إعادة بناء المعتقلين نفسيا هو من أول الأسباب في اعتقاله وفق لبعض مرضاه، بالإضافة إلى أنه الشقيق الأكبر للحقوقي والإعلامي “هيثم أبو خليل” المقيم حالياً في تركيا والمعروف عنه انتقاده الدائم للحكومة المصرية الحالية.

عمل استشاري الطب النفسي، ومديرا لمركز الاستشارات النفسية والاجتماعية، ورئيس قسم بمستشفى المعمورة للطب النفسي، كما كان عضو لجنة الاغاثة الانسانية بنقابة الاطباء من عام 1989 إلى عام 1991.

كما عمل استشاري علاج الادمان بمستشفى الأمل لعلاج الادمان بجدة بالمملكة العربية السعودية، وشارك في التدريب على تقديم الدعم النفسي لضحايا الحروب والكوارث في حرب لبنان 2006 وضحايا مخيم نهر البارد عام 2008م.

أسس حركة “أطباء نفسيون لحماية المهنة” والتي كان لها دور بارز في مناقشة قانون الصحة النفسية وتعديلاته والتصدي لعيوبه ، كما كان عضوا ومحاضرا بجمعية مصر للثقافة والحوار بالإسكندرية.

قام بعمل صالون شهري مجاني ضمن حملة أطلق عليها “علم ينتفع به” وقدم أبو خليل عشرات الفيديوهات على موقع”يوتيوب” في اطار التوعية بالصحة النفسية وتأهيل الشباب للزواج وعلاج الادمان وحماية الاطفال من التحرش. داخل عيادة “أبو خليل” العلاج للجميع حتى لو لم يكن المريض يمتلك قيمة الكشف، فلا يمكن منع مريض نفسي من تلقي العلاج بسبب عدم مقدرته على تسديد ثمن الكشف.