وليد عبد الله قنديل
عُرِفَ وليد بحبه الشديد لعمل الخير وطلب العلم الشرعي، إلى جوار اجتهاده بدراسته بداية من إلتحاقه بإحدى مدارس الحرية الثانوية الخاصة في العاصمة، وحتى تخرجه منها بدفعة 1993/1994م، ونهاية تعليمه بمصر في كلية التجارة بجامعة القاهرة في عام 1998م؛ وكان وُلِدَ بالعاصمة في 5 من سبتمبر/أيلول 1976م.
سافر إلى عدة دول أولها الولايات المتحدة الأمريكية ليحصل على شهادة في المحاسبة (CPA) ويعود بعد عام واحد؛ عمل بشركة “حازم حسن” لمدة عام؛ ولاحقًا سافر لدولة اليمن والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات لمدة عامين، ثم قرر العودة لمصر مرة أخرى؛ فعمل في “شلومابرجيه” إحدى كبريات شركات النفط العالمية بفرع لها بالقاهرة كمحاسب؛ وفي آخر حياته ألتحق بشركة “طاقة” كمدير لقسم التكاليف.
أما عن العلم الشرعي فتلقاه على يد الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف في الحديث، ثم الشيخ ممدوح جابر في الفقة والعقيدة ، وكان على اتصال مباشر بالعالم الدكتور محمد عبد المقصود؛ بالإضافة لعمله في توزيع الصدقات على المحتاجين، وإمداد مكتبات المساجد بالكتب؛ وتغسيل وتكفين الموتى، بالإضافة لنشر العلم والدعوة إلى الله تعالى.
ورغم أنه كان متزوجًا ولديه: جُود (9 سنوات)، وعمار (5 سنوات)، إلا أن صديقه أحمد إيهاب يقول إنه من كثرة عمل الخير لم يكن يعود لبيته إلا بعد منتصف الليل، وحتى يوم إجازته (الجمعة) الذي كان يحب فيه قضاء مشاويره الشخصية واللقاء بأسرته كان يغرق فيه في الدعوة أيضًا. حتى لم يجد وقتًا لصيانة وإصلاح سيارته؛ ورغم ذلك كله امتاز بالبشاشة وحب الطرفة والضحك.
أصيب وليد في موقعة الجمل في 2 من فبراير/شباط 2011م بحجر في رأسه، وشارك في الثورة منذ بدايتها والانتخابات الرئاسية والاستفتاء بعدها، ومنذ قبل الانقلاب العسكري كان في الصفوف الأولى في أحداث الاتحادية عند القصر الجمهوري في الأربعاء 5 من ديسمبر/كانون الأول 2012م، كما شارك بعده في الاعتصام بميدان رابعة العدوية، والمسيرات المُنطلقة منه، حتى اُستشِهد في مذبحة رابعة العدوية في 14 من أغسطس/آب 2013م.
كتبت عنه حماته عزة مختار: “وليد .. مفتقدة كلامك …. مفتقدة تفاؤلك ….شجاعتك.. كم كنتُ أتمني أن أكون مكانك وتبقي أنت لزوجتك وابنتك وابنك ..ولكن هي إرادة الله .. فأنت كنتَ تسعي للشهادة فنلتها ..يا بختك .. وليد مفتقداك .. لستُ أنا فقط ..لا .. وجود وعمار، أنظر إلي أعينهم التي تشتاق ولو مرة واحدة أن تراك وأنت تضمهم لحضنك، ولو لدقيقة واحدة ..، انطفأت شمعتك يا وليد علي الأرض ولكن ستظل في قلوبنا وقلوب محبيك، لقد ضحيتِ بحياتك لنعيش حياة كريمة؛ فلا نملك إلا أن نبكي ليس عليك ولكن علي أنفسنا”.
كما قال عنه أحد أصدقائه: ” لما تشرّبت جوارحك وقلبك حب الجهاد، لم تكتف بكثرة البوح عن شوقك له وتُفرغ هذا المخزون في الكلام والطنين .. بل بدأت مباشرة في الإعداد نفسيًا وبدنيًا وعلمياً وغبّرت قدميك (في سبيل الله حتى اُستشهِدتَ) ..”.
وفي 17 من سبتمبر/أيلول 2013م انطلقت مسيرة حاشدة من حي المهندسين ضد الانقلاب مطالبين بالتخفيف عن أهالي الشهداء ورافعين لافتات كبرى عليها صور الشهداء ومن بينهم وليد.
رابط فيديو لصور الشهيد وجنازته:
رابط فيديو لابني الشهيد: