هند هشام كمال
كان ترتب هند هو الثالث بين أشقائها، طالبة في الصف الثالث في كلية الآداب قسم اللغة العربية، بجامعة عين شمس، حصلت علي تقدير جيد في السنوات الجامعية الأولى، كانت تعدها والدتها أختها الصغرى وليست فقط ابنتها.
تقول والدتها: “كانت أختي وصديقتي وابنتي، حنونة عطوفة، تضفى على البيت روح جميلة، ترتب جلسة الأسرة يوم الجمعة ليجتمع الكل.” ويضيف والدها “هند كانت تقوم بدور والدتها في حال غيابها، كانت تدرس بعيداً عن دراستها الجامعية، تدرس تنمية بشرية”
تقول شقيقتها الصغيرة: “أتيت يوماً من المدرسة قالت لي لا تدخلي الغرفة إلا بعد أن أقول لك، وجدتها صنعت لي جدول، للصلاة والمذاكرة، وبر الوالدين، وحفظ القرآن، كنت ما أقوم به أضع علامة صح، وما أغفله أضع علامة خطأ أمامه، كنا نخصص وقت للحكي، تقول فيه كل أسرارها وأنا أقول كل أسراري، أقول ما يحدث لي في المدرسة، ونتشاور مع بعض في كل شئ.”
تتذكر والدتها أن هند كانت كانت تشتري دفتر جديد، في سنة 2013 كتبت في أول صفحة في الكشكول الجديد، ” اللهم إني أسألك الشهادة.”
في يوم مقتلها، استيقظت من النوم على صوت بكاء والدتها بعد السماع عن فض اعتصام رابعة بالقوة، أخذت تهدأ في والدتها، ثم اتصلت بصديقاتها للذهاب إلى مكان الاعتصام ظناً منها أنها ستستطيع المساعدة، لكن لم يكن متاح الوصول إلى مكان الاعتصام فالتحقت بمسيرة أخرى ووصلت إلى ميدان الساعة في مدينة نصر ( قريباً من مكان الاعتصام) وما أن حدث ذلك حتى أصيبت برصاصتين، نقلت للمستشفى، ل محاولة استخراج الرصاصتين، واحدة في الكلى الشمال والأخرى في الطحال، انتقلت إلى الرعاية المركزة لتبقى مقيدة بالتنفس الصناعي، وعند محاولة نقل أسرتها لها لمستشفى آخر، وافتها المنية.
بعد الجراحة أخبر الطبيب الذي أجرى الجراحة لها أن الرصاص الذي استخدم تفجر داخل جسد هند، ووجدت شظايا على الرئة ( لذلك كان لابد من وضعها على التنفس الصناعي بعد العملية) كما وصلت الشظايا إلى العمود الفقري فتسببت لها في شلل الجزء الأسفل.)