هشام عبد الفتاح عبد المجيد سليمان الأعوج
هزت صورة هشام عبد الفتاح عبد المجيد سليمان الأعوج (42 عامًا) ضمائر الشرفاء، إذ ظهر بعد استشهاده (بإذن الله) في ميدان النهضة بالجيرة (غربي القاهرة) ونصف جسده محروق؛ فيما انفصل ذراعه عنه، وهو واحد من ثلاثة مُعتصمين في ميدان النهضة لقوا الله مُتجاورين على مثل هذه الحالة في 14 من أغسطس/آب 2013م، وظل هذا المشهد يؤلم أسرته وما يزال؛ حتى قالت زوجته السيدة كريمة رزق في ذكرى رحيله الخامسة إنها تحمل رئيس النظام المصري الحالي وجميع أعوانه المسئولية عن قتل زوجها، وترفع الأمر فيهم لله، بحسب فيديو: أسرة الشهيد هشام الأعوج شهيد ميدان النهضة تحمل الإنقلاب مسئولية قتله.
لم يكن هشام ينتمي إلى أي تيار ديني أو سياسي، وإنما كان مُحبًا لدينه ووطنه، بحسب تأكيد والدته السيدة عائشة السيد، والتي قالت في حلقة من برنامج أحياء في الذاكرة على قناة الجزيرة بعنوان: أحياء في الذاكرة لقاء مع اسرة هشام عبدالفتاح، وتم رفعها على اليوتيوب في 14 من ديسمبر/كانون الثاني 2014م، إن نجلها كان دائم الذهاب لميدان النهضة، فيما أضافت زوجته كريمة رزق أنه كان من الراغبين في عودة أول رئيس مُنتخب في تاريخ البلاد للحكم مرة أخرى.
ترك الراحل من ورائه خمسة أبناء أكبرهم علاء، وأصغرهم فاطمة وعبد الله وكانت لديهما أعوام قليلة عند وفاة والدهما، وهما يُعانيان من إعاقة تجعلهما لا يستطيعان التحدث أو التحرك بصورة صحيحة، فضلًا عن تناول الطعام، فكان والدهما يناولهما ما يأكلانه بيديه ويساعد والدتهما في ذلك.
عمل الشهيد كسائق لسيارة فترة كبيرة من حياته، ولكن هذه المهنة لم تكن تروق له لما رآه من اخلاق بعض العاملين فيها، بالإضافة لما اشتهر به من محبة الهدوء والسكينة والسلام، فهجرها في آخر أيامه ليعمل في المعمار كـ”فواعلي” يعمل خلف البناء ويناوله المُونة، وهي المهنة التي عمل فيها نجله الكبير علاء من بعده ليحفظ على الأسرة وجودها ويمدها ببعض الدخل المادي.
بعد مذبحة النهضة التي حدثت في نفس يوم مذبحة رابعة العدوية ظهرت صورة هشام في الجريدة على أنه أحد الذين جادوا بحياتهم في المذبحة، فذهب والده في اليوم التالي (الخميس) باحثًا عن جثمان نجله، فلم يجده، حتى أنه اضطر لتعرية الجثامين المُلقاة على السيارات التابعة للجيش والشرطة، بالإضافة لذهابه للمستشفيات ومشرحة زينهم، بعدما تأكد أن القوات حرقت جسد نجله عمدًا لإخفاء معالم جريمتها، وبعد نحو نصف الشهر اضطر لإجراء تحليل “ديه إن إيه” مع زوجته للتحقق من وجود جثمان نجله في مشرحة زينهم من عدمه، وبعد نحو أربعين يومًا كاملًا ظهرت النتيجة بوجود الجثمان، وتم استلامه ودفنه قبل عيد الأضحى بيوم واحد، ليتم تشييع الجثمان في حشد كبير، بحسب تقرير بعنوان: قواقل الشهداء هشام أحرقوا جثمانه في ميدان النهضةلجريدة الحرية والعدالة في 7 من مايو 2017م.
من جانبها أكدت والدته: “بره بها وبوالده وطيب خلقه وارتباطه بالمسجد، داعية أن يتقبله الله فى الشهداء ويدخله فسيح جناته، فلم يخرج للمشاركة فى الاعتصام بكل سلمية.. إلا نصرة للحق وأهله، وكان كثيرًا ما يقول لن أخرج لفعل شيء خارج أو عنيف لا قدر الله”.
أما زوجته فأكدت على: “ارتباطه بالمسجد ومحافظته على الصلاة فى جماعة؛ بخاصة الفجر، وهو ما أثمر لديه الأخلاق الطيبة وحسن المعاملة لجميع من تعامل معه، ليظل حيا فى ذكراهم بسيرته الحسنة؛ وهي وأهله ينتظرون بفارغ الصبر يوما يُقتص فيه لدمائه الذكية.. يرجون أن يكون قريبًا”.
قبيل رحيله بيومين زار الشهيد أسرته وكان صائمًا ولم ينتظر وقرر العودة فلما حاولت زوجته إبقاءه رفض، وذهب لأخيه عبد المجيد قائلًا له ولوالدهما: “تركتُ أبنائي وزوجتي أمانة لديكما من بعدي”.
وفي اليوم التالي اتصلت به زوجته بعد أن كثر حديث الإعلام عن إقتراب حدوث مذبحة في اعتصام النهضة، فطالبته بالعودة فرفض وأكد لها أنه يعيش في خير وأمان مع أناس يحبونه ولا خطر عليه.
بعد فقدها له حاولت زوجة هشام استخراج معاش خاص لها ولأبنائها إلا أن الجهات المختصة كانت تتعنت وتعقد الإجراءات معها.