هشام شوقي الدسوقي
هشام 18 سنة، من قرية هورين، مدينة بركة السبع، محافظة المنوفية، كان يتمنى أن يدرس في كلية الصيدلة، وكتب على صفحته أن سوف يتخرج منها، لكنه أصيب برصاصة خلف الرأس وفقد بصره مباشرة، أثناء مذبحة المنصة. بعدها دخل فى غيبوبة لمدة ثلاثة أيام، ثم دخل في غيبوبة أخرى قبل شهر من تاريخ من وفاته، التي حدثت بعدها بشهور يوم 30 يناير 2014, وبعد معاناة مع المرض، خلالها تم استخراج الرصاصة من الرأس، لكن مكانها لم يكن نظيفاً، وذلك لأن الرصاصة فيها مواد ملوثة كما أنه أجرى عملية لزرع خرطوم من المخ الى المثانة لكى ينزل الصديد الموجود فى المخ، و درجة الحرارة كانت دائماً أربعين درجة مئوية بسبب الجرح حتى استشهد.
وكان محبوبا خفيف الظل يسعى لخدمة المعتكفين بمسجد رياض الصالحين وأبو بكر الصديق بقرية هورين، وكانت والدته تعتمد عليه في كل شئ بسبب انشغال شقيقه الأكبر وزواج شقيقته الكبرى هند التي كان أيضا يزورها باستمرار، كما يزور بقية أفراد عائلته ويصل رحمه باستمرار.
منذ الصف الاول الاعدادى كان يدير شئون منزله وتعتبره والدته وهي الأمية التى لا تقرأ ولا تكتب رأسها التى تخطط وتحسب وتدبر الأمور. لذلك كانت والدته تشعر بالخوف عليه، وألحت بعدم الذهاب إلى الاعتصام، وطلبت منه أن ينجز لها أحد الأمور لتعطله عن الذهاب، لكنه قام بإنجاز ما أرادته سريعاً، وعاد ليخبرها بأنه سيذهب فعاودت اقناعه بالعدول عن ذلك فقال لها يا أمي إننا على حق فلا تحرميني من الدفاع عنه.
يذكره أصدقائه بإنه كان دائماً مقبل غير مدبر يساعد غيره، محبوب بين أقرانه، كان على أبواب دخول الجامعة. ليلة إصابته كان مع صديق له يوزعون كروت دعوة لعرس أحد معارفهم وهي نفس الليلة التي كانوا يعتزمون فيها الذهاب للاعتصام، وقال لصاحبه “أنا حاسس إني هروح وأموت شهيد ولو مت اطلع على المنصة قول استشهد صديق عمري ومش هسيب حقه” ويقول صديقه كنت احسبه كلام مرسل لم اتوقعه ان يحدث ، وكأنه يقول وصيته.
عُرف عنه الالتزام الديني، والحرص على التواصل مع الأهل وخدمة مجتمعه، وخاصة مرتادي مسجد رياض الصالحين وأبو بكر الصديق بقرية هورين وإخلاصه لأصدقائه وكذلك تفوقه الدراسي.