هديل عادل سليمان
كانت تلعب كرة السلة، وتحفظ القرآن، وتتابع الأحداث، تدرس في الصف الثاني الإعدادي بمدرسة الأميرة فوزية للبنات. كطفلة كان كل اهتمامها، دراستها ونشاطاتها.
تحكي والدتها قصة قتلها قائلة: ” كنا نسكن في شارع 77 في المعادي، وبيتنا قريب من القسم ومن منزل السفير الإسرائيلي، وبالتالي الأمن مشدد في منطقتنا، تعودنا على ذلك، لكن يوم جمعة الغضب، كانت الهتافات في الشارع في كل مكان، خرجت أنا وهدير ووالدتها إلى الشرفة لنرى ما يحدث، وبالطبع هتفنا مع المتظاهرين، لكن بدون سابق انزار بدأت قوات الأمن بقسم المعادي بإطلاق الرصاص في كل اتجاه، ليس فقط على كل المتظاهرين، لكن على المواطنين في المنازل، فأصيبت هديل برصاصة في ظهرها، وسقطت على الأرض.
وفقاً لرواية والدتها الأكثر ألما كان ما بعد إصابة هديل بالرصاصة، إذ حملها والدها وجرى بها محاولا الوصول إلى إحدى المستشفيات، لكن أحد أفراد الشرطة منعه من المرور وهو يراه يحمل ابنته الغارقة في دمائها، لأن المظاهرات كانت مستمرة.
تتذكر أم هديل كلمات والدتها لرجل الشرطي: ” بنتي بتموت.. لازم أسعفها في المستشفى، البنت لم تشارك في المظاهرات.. والله يا ناس كانت واقفة في البلكونة تتفرج.” لم يحرك الأمر ساكناً في رجال الشرطة وردوا عليه “مش كانت بتتفرج.. خليها تتفرج.”
عاد والد هديل إلى منزله يحمل ابنته وهي بين الحياة والموت، ولم يتوقف نزيفها، بعد قليل أخذها والدها حملها والدها وخرج ونجح هذه المرة في الوصول إلى مستشفى المعادي، لكن للأسف لفظت هديل أنفاسها الأخيرة قبل دخول المستشفى.
تقول الأم:”كنت أحلم أن أراها تكبر، وتؤدي دورها في المجتمع، وتكون أم صالحة، للأسف خطفوا هذا الحلم مننا.”