مهير خليل زكي خليل
مهير خليل (40 عاماً) في يوم جمعة الغضب، 28 يناير\ كانون الثاني 2011 ، كانت تقف على سطح منزلها تتابع ما يحدث من إطلاق عشوائي من قوات الشرطة على المتظاهرين، وعندما لم تستطيع أن تحتمل أن ترى ما يحدث، صرخت لتُسمع شرطياً، أطلق الرصاص على أحد الشباب المصريين في المظاهرات، قائلة: “حرام عليكم تقتلوا الشباب.”
فما كان من قوات الشرطة إلا أن أطلقت الرصاص عليها وهي تقف بين عائلتها، اخترقت رصاصة كتف مهير، واستقرت في كليتها، بعد مرورها بقلبها ورئتها، لترقد بالمستشفى، قبل أن تُسلّم روحها لبارئها.
شقة الشهيدة مهير كانت مُطلّة على قسم شرطة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة شمال مصر، وهو القسم ذاته الذي يرفع شعار “الشرطة في خدمة الشعب”، إلا أنه بهذه المرّة كان سبباً في قتل شعبه. تتذكر عائلتها أن القنابل المسيلة للدموع وصلت إلى مسكنهم لقربه من قسم الشرطة والمظاهرات، فهربوا للخارج قبل أن يختنقوا.
مهير أم لأربعة أطفال (ولدان وبنتان)، قالت إحدى بناتها في لقاء تليفزيوني إنها لن تشعر باسترداد حق والدتها إلا عندما ينصلح حال مصر كما كانت أمها تتمنى.
كانت مهير تراقب ما يجري من حولها في البلاد بصمت، وانتابها الفضول حول ما يحدث، إلا أنها لم تشارك في الأحداث، وسط آمالها ودعواتها بأن تتبدّل الأحوال إلى أفضل. يوم واحد قبل الحادث، استدعت مهير شقيقها المحامي طالبة منه أن يعاونها في كتابة عقد دكان جديد لابنها ليبدأ مشروعه الخاص في بيع الدجاج، وقبل أن يغادر شقيقها المكان نظرت له وقالت “أعرف أنك من ستأتي بحق أبنائي.”
أعوام طويلة مرّت على عائلة مهير إلا أنها لا زالت تعاني من ألم الفراق، وفي كل مرة تأتي ذكرى وفاتها تتجدد الأوجاع وتذرف الدموع، وسط إيمان بقضاء الله وقدره وآمال بإصلاح حال بلاد أرهقها الظلم.
أسرة الشهيدة الطيبة الذكر تواصل ذكرها وتطالب أن يرفع الظلم عن العائلة وعن مصر وشعبها، وفي كل لقاء صحفي أو إعلامي معها، تؤكد الأسرة أن مهير، لم تفعل ما يسيء لبلدها، وكانت مواطنة صالحة وأم مثالية.