مريم محمد علي عبد العال
وُلدت مريم بحي الأميرية بالقاهرة، لأسرة متوسطة، وهي الابنة الوسطى لخمس بنات، كلهن أزهريات، ومثلها مثل أي فتاة تحلم بمستقبل علمي باهر وحياة أسرية مستقرة بعد التخرج؛ لكنها أيضًا لا تغفل عن هموم وطنها وقضاياه، وكانت مريم تشتهر بثوريتها، ولا تخاف في الحق لومة لائم، وإن تخلى عنها الجميع في السياسة أو الدراسة، وبطبيعة شخصية مريم فقد حضرت جميع الفعاليات الثورية؛ بداية من (موقعة الجمل)، ومرورًا بأحداث (محمد محمود)، ثم أحداث (العباسية)، ثم أحداث (اعتصام رابعة) الذي دام ٤٨ يومًا، قضتها مريم في التهجد والقيام وقراءة القرآن.
وكان لمريم فيديو شهير أذيع لها على (قناة الجزيرة) بعنوان (قنص منتقبة)، وهي تقوم بتصوير أحد جرائم العسكر بكاميرتها الخاصة في ميدان (الساعة)، وقُتلت مريم في نفس تاريخ يوم مولدها، 18 أغسطس، ودُفنت بعد 4 أيام من أحداث رابعة.
أما عن عائلتها، فلا تقل عن مريم صلابة وصبر وثبات، فعندما سمعت الأم خبر استشهادها من ابن خالتها لم ترد إلا بقولها:《لله ما أعطى ولله ما أخذ، إنا لله وإنا لله راجعون》وقالت: ابنتي ليست أغلى ممن رحلوا معها، وإن قتلونا جميعا لن يستطيعوا قتل الفكرة.