محمود محمد عبد السلام ياقوت
ولد المهندس محمود ياقوت في 28 سبتمبر 1975، وتخرج في كلية الهندسة جامعة الاسكندرية – قسم الميكانيكا، في عام 1998، تزوج وأنجب طفلين، كان عمرهما في 2013(عائشة 5 سنوات وأبو بكر 3 سنوات) – ، بجانب عمله في الشركة الوطنية للغاز، كان محباً للعلم، وعاشقاً للغة العربية بشهادة زوجته، لذلك التحق بكلية دار العلوم في سبتمبر 2003 وتخرج منها في عام 2008 كما تقول صفحته على الفيسبوك.
تقول زوجته عنه أنه “كان لا يتوقف عن التعلم رغم مسؤلية عمله وأسرته، فقد سجل لدراسة الماجستير في دار العلوم في مقارنة الأديان وكان يعد رسالته عن الآريوسية الحديثة وكان المشرف على رسالته الدكتور محمد الشرقاوي” وفي العلوم الدينية حصل على إجازة من شيخ عموم المقارئ المصرية الشيخ المعصراوي في عام 2008 في نفس ميلاد ابنته الكبرى عائشة، عمل في آخر ثلاثة أشهر من عمره القصير خطيباً في مسجد صغير منطقة عباس العقاد شمال القاهرة.
تكمل زوجته الشهادة عنه وتقول: “كان زوجي أزهد الناس، كان يبخل على نفسه وشخصه كثيراً، لكنه ينفق إنفاقاً كبيراً من دخله على العلم والدراسة،وكان كريماً معي ومع أبنائه.” أما عن حلمه بتكمل زوجته: “كان لديه حلمان، الأول هو مشروعٌ قومي لتعريب المصطلحات العلمية وبدأ في الحديث عن خطوات هذه المشروع في نقابة المهندسين وفي اجتماعاتها مرتكزًا إلى خبرته كمهندس وكدرعمي وكمجيدِ للغة الإنجليزية ومشروعه الثاني إعداد دراسة عن الآريوسية الحديثة وإلمام المسلمين العرب.” أما عن دوره في مجتمعه فتكمل الزوجة: “زوجي كانت له أعمالًا خيرية في الخفاء والعلن منها ما أعلمه ومنها مالا أعلمه كان يحب السوريين في القاهرة جدًا وكان يعاون كثيرًا من الأسر السورية “.
حبه للقراءة كان حباً جماً، تقول زوجته: “أنا وزوجي نمتلك مكتبة ضخمة جدًا في بيتنا من الكتب؛ كان زوجي سببًا كبيرًا في عشقي للقراءة مثله وكان لا يخرج ولو مشوار قصير إلا حاملًا لكتاب في يديه للقراءة وواظبت على هذا مثله فحقيبتي لا تخلو من كتاب أو كتابين” وتكمل الزوجة المكلومة: “ربي أكرمني كثيرًا وشرفني بهذا الزوج وكنت أتباهي بلا خوف من الحسد كما تفعل كثير من النساء به فكنت أقول بمنتهى الصراحة إن زوجي محمد هو مثلي الأعلى كان معلمي الأول وله أفضال علي لا تُحصى وكان نعم السند والمعين في الدنيا.”
أخيراً عن ما وقع يوم 14 أغسطس 2013، يوم مذبحة رابعة تقول الزوجة : “نزل يوم 14 أغسطس 2013 إلى رابعة العدوية بنية قولة كلمة حق عند سلطان جائر متكبر ونزل لمعاونة الناس في رفع الإصابات والجثث” بعد أن خرج كانت زوجته تتصل به كل نصف ساعة وفي آخر اتصال بينهما قالت له: “بوس إيدك ارجع أعصابي تعبت، معي أطفال يا محمد لا تتركني وحدي ماذا أفعل من غيرك فانفعل فيّ وقال لي لن أتصل بك مرة أخرى لو قلتِ هذا.” في الاتصال التالي رد شخص آخر على رقم الهاتف وقال لها عما حدث. تعبر زوجته عن شعورها بالامتنان لأمرين أن جثمان زوجها لم يتم تشويهه، كما حدث مع جثامين أخرى، حيث لاحظ مندوبون عن منظمة العفو الدولية ” وجود ست جثث متفحمة في المسجد، وقد أُشعلت النار في بعض أصحابها وهم أحياء فيما أُحرقت الجثث الأخرى بعد وفاة أصحابها. وكانت بعضها متفحمة إلى درجة يصعب معها التعرف على هوية أصحابها، وتساءل الحاضرون كيف يمكن لذويهم التعرف عليهم.”