محمود خالد محمود قطب
محمود خالد محمود قطب، 23 سنة، طالب بكلية تجارة وعامل بمحل أحذية، تروي جدته زينب محمد محمود أن حفيدها كان أكبر أخوته؛ وكان مشهورًا بالشهامة في حماية قريباته.
تقول والدته أنه لم يرد إكمال تعليمه بكلية التجارة رحمة بها من نفاقته إضافة إلى نفقات إخوته. لم يوفق في العثور على عمل سوى أن يكون عاملًا في محل أحذية، ليحاول الإنفاق على إخوته وادخار مال لإتمام زفافه على خطيبته سماح.
في يوم الأربعاء 26 من يناير/كانون الثاني 2011م نزل الشهيد ميدان التحرير قائلًا لأمّه إن الشباب متظاهرون من أجل حق خالد سعيد، وغلاء الأسعار، والبطالة المنتشرة.
وفي نهاية اليوم التالي اتصل بخطيبته ليعلمها بأنه سينزل “غدًا الجمعة” عقب الصلاة لميدان التحرير مطالبًا: “بحقوقه في الحياة رافضا ان يرضي بحياة الذل والمهانة مرة أخرى”.
أبلغت خطيبته امه التي قالت له: “حذار يا محمود إنني أريد أن أفرح بك.”
وفي يوم جمعة الغضب توجهت أمه للصلاة معه في المسجد؛ ولكنها تركها قائلًا بأنه سيذهب في مشوار لم يحدده؛ تحملت والدته حتى السادسة مساءً، سألت عنه أخاها الذي أخبرها بأن ابنها نزل إلى الميدان مع عديد من شباب المنطقة. أصيب في ميدان التحرير برصاصة في عينه، وتحطم في جمجمته وعموده الفقري، وأيضًا مع تعدد الضربات بالأيدي والأرجل انفصل جذع المخ منه، ثم لم يكتفوا بذلك وإنما دهسته سيارة الأمن المركزي وحطمت نصفه الأسفل.
وجدته أمه بعد بحث شديد في مستشفى الهلال الأحمر بالإصابات الخطيرة التي أحدثتها الداخلية به، ولم توافق مستشفى للقوات المسلحة (فيما بعد ) على علاجه بها.
توفى محمود بعد قرابة 5 أشهر من المعاناة والغيبوبة، منذ إصابته من جمعة الغضب حتى توفاه الله في 27 من يونيو/حزيران 2011م، أودع خلالها معهد ناصر للعلاج، ثم الهلال الاحمر؛ وأخيرًا القصر العيني الجديد (الفرنساوي) على نفقة إحدى المحسنات.
في يوم الوفاة، تعنتت النيابة في إصدار تصريح الدفن، وكادت تصدر شهادة وفاة على أنه دُهِسَ بسيارة عادية .. فاضطرت اسرته بمعاونة الثوار وأسر المصابين من الشهداء لتنظيم مظاهرة تقطع شارع القصر العيني حتى استطاعوا بعد ساعات طويلة تسلم جثمانه، وبتدخل من رئيس الوزراء حينها عصام شرف، وسارت جنازته في ميدان التحرير بعد الصلاة عليه في جامع عمر مكرم.