محمود حسن رمضان البقلي
بعد أن حصل محمود على دبلوم الصنايع، بحث بحثاً مضنياً على فرصة عمل، وعندما وجدها كانت عامل في محطة بترول، يعمل بها 12 ساعة في اليوم مقابل راتب بسيط، لكنه قبل لأنها الفرصة الوحيدة التي كانت متاحاً أمامه.
كان الأخ الكبير، يتحمل مسؤولية إخوته الستة، بعد وفاة أبيهم، يعيش مع أسرته في حي دار السلام، في جنوب القاهرة، ويكافح يومياًُ للوصول إلى عمله في منطقة المهندسين، كان كلمات والدته تشد عضده، وتحثه على السعي والاجتهاد، كما يروي شقيقه مصطفى, 26 سنة.
كان يتحدث محمُود إلى شقيقه الأصغر مصطفى عن الظلم والقهر الذي يعيشه كل المصريين، يقول أخيه:” كنت أتفق معه فيما يقول، خاصة وأن عملي في معهد الأورام، وأرى تزايد عدد المرضى نتيجة الطعام المسرطن والتلوث.”
يتذكر مصطفى عندما بدأت أحداث الثورة، كانت الأسرة كلها تتابعها عبر شاشات التليفزيون دون أن تدري أن محمود سيكون أحد أبطالها.
عندما جاء يوم الغضب، خرج محمود في الصباح، ولم يعد، وذهبت أسرته تبحث عنه في كل مكان دون أثر، حتى جاء يوم 30 يناير عندما تلقت الأسرة اتصالات من مستشفى القصر العيني الفرنساوي فذهب شقيقه مصطفى على الفور، ولم يكن يعلم أنه ذاهب للتعرف على جثمان شقيقه الكبير.
يتذكر مصطفى اللحظات الأليمة التي مر بها:” عندما وصلت المستشفى دخلت إلى الثلاجة، لأجد جثمان أخي وبه آثار طلقة رصاص في رأسه، صرخت في من حولي، هل الرصاص الحي هو الرد على التظاهر السلمي؟ وبالطبع لم يرد أحد، لأن الجميع كان مشغولاً بمصابين وقتلى آخرين.”
ولم تكن هذه هي اللطمة الأخيرة، فقد فوجئنا بتقرير الوفاة أن السبب هو “هبوط في الدورة الدموية”، وبالطبع رفضت أسرة محمود وأصدقائه بقبول هذا التقرير، فقامت المستشفى بتغيره إلى “طلقة رصاص في البطن.”
كل ما تتمناه أسرة محمود هو أن تطبق العدالة على من قام بالقتل.