محمد مصطفى-كاريكا
نشأ محمد في أسرة ميسورة الحال وبيئة ثقافية خصبة، يعمل الأب مهندسا والأم طبيبة، له ثلاثة شقيقات، كانت له نشاطات رياضية عديدة، فكان لاعبا في المنتخب المصري للتنس، وعضواً بفريق السباحة بالنادي الأهلي وعضواً في ألتراس أهلاوي، وأحرز میدالیات ذھبية وفضية وبرونزية في بطولات القاهرة والجمهورية، وحصل على الميدالية الفضية في إحدى البطولات في ألمانيا، وتعلم عزف الموسيقى. كان ورغم نشاطاته المتعددة متفوقاً في دراسته، والتحق بكلية الهندسة جامعة عين شمس، وحصل على منحة لاستكمال دراسة الهندسة بجامعة هيوستن في الولايات المتحدة.
قبل سفر محمد لاستكمال دراسته بأربعة أيام، في يوم 20 ديسمبر 2011، وأثناء اعتصام مجلس الوزراء، الذي أقامه متظاهرون مصريون اعتراضاً على تعيين المجلس العسكري لكمال الجنزوري- الذي كان رئيساً للوزراء في عهد مبارك- رئيساً للوزراء مرة أخرى بعد الثورة، ذهب محمد للمشاركة في الاعتصام، خاصة بعد محاولة قوات الأمن فضه بالقوة المفرطة التي وصلت إلى سحل فتيات وتعريتهم وضربهم ضرباً مبرحاً، ولم، وعندما وصل محمد لمكان الاشتباكات، أصابته رصاصة أطلقتها قوات الشرطة، بعد أقل من شهر على مذبحة محمد محمود التي قتل فيها العشرات، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل منعت قوات الأمن دخول عربات الإسعاف لانقاذ المصابين، بعد إصابته حمل متظاهرون محمد على موتوسيكل وذهبوا به إلي مستشفي الهلال على بعد دقائق من ميدان التحرير، وكان الطبيب علاء فايز رئيس جامعة عين شمس الأسبق علي رأس الفريق الجراحي، وكان بين الحضور في غرفة العمليات أخته الكبرى الطبيبة فكانت بجواره تقول: ” لا تمت يا حبيبي أنت سندى وسند أخواتك البنات … لا تفارقنا نحن نحتاجك “، لكن أراد الله أن يرحل شهيدا وهو في التاسعة عشر من عمره.
قال الطبيب علاء فايز: ” أنه كان يحارب رغم الدماء الغزيرة التي سالت، كان يريد الحياة ” وقالت شقيقته عن سبب مشاركته في الأحداث السياسية، “لن تتقدم مصر إلا إذا استعاد الإنسان كرامته وإنسانيته، طالما أن هناك فقرا وعشوائيات وبشرا يموتون لأنهم لا يجدون لقمة العيش ولا الدواء؛ لن تقوم مصر ولن تنجح الثورة.”
وقبل أن يفقد الوعي قال لصديقه همسا: ” قولوا لماما ما تزعلش منى أنا مكنتش عايز أزعلها لكن نزلت عشان الحق والكرامة والناس المظلومة.”
سبب مقتل محمد مصطفى كاريكا الكثير من الحزن ليس فقط بين أسرته وأصدقائه، بل بين جمهور الألتراس، وأرتدي مانويل جوزيه، مدرب النادي الأهلي لكرة القدم تيشرت مكتوب عليه “RIP Mohamed Moustafa” وظهر به في مباريات الفريق، كما شكل جمهور الأهلي صورة له بأجسادهم في المباريات، واستمر جمهور الألتراس يخرج بالآلاف في كل عام لإحياء ذكرى وفاته، مطالبين بالقصاص له. أعلنت كلية الهندسة بجامعة عين شمس، ببناء نصب تذكاري لشهيدها محمد مصطفى، بطل الجمهورية في لعبة التنس.