محمد علي محمد ابراهيم
ولد في مدينة المنصورة، وتخرج من كلية التجارة من جامعة المنصورة، ثم سافر للعمل في السعودية وبدأ حياته من الصفر كمندوب مبيعات، كما تحكي زوجته السيدة أمل سليم في مقابلة معها، ثم انتقل كمحاسب في إحدى الشركات، ثم مدير مالي و إداري لهذه الشركة. وبعدها انتقل للعمل في مجال الإدارة والتدريب منذ عام 2003 وحتى وفاته.تم تكريمه في أكثر من 3 دول (هي اليمن وماليزيا وليبيا) بعد تقديمه تدريبات لطلبة الجامعة في هذه الدول في مجال الإدارة والتدريب.
أنجب أربعة أبناء؛ 3 بنات و ولد (معتقل الآن)، كان الأب والصديق للأسرة بأكملها وكما يقول عنه أقاربه “طوب الأرض بيحبه”، لأخلاقه الطيبة ونبله. انضم لجماعة الإخوان المسلمين بعد تخرجه، وكان حافظا للقرآن الكريم.
انضم محمد إلى اعتصام رابعة العدوية في ثاني أيامه وظل معتصما لا يعود إلى منزله في مدينة 15 مايو إلا قليلا للاطمئنان على زوجته وأبنائه.
كان في منزله عندما بدأت عملية فض الاعتصام في الرابع عشر من أغسطس 2013، بعد أن كان عاد قبل ساعات قليلة من الإعتصام، ولم يلبث أن أصر على النزول والتوجه إلى هناك عندما علم بما يحدث. حاولت زوجته إيقافه وطلبت منه عدم الذهاب خشية عليه من الموت، فكان رده عليها “أهل الشهيد في معية الله” و أن الإنسان يموت مرة واحدة؛ إذن فلتكن في سبيل الله. رافقه ابنه إلى الاعتصام واستطاعوا الدخول لمنطقة الاعتصام بصعوبة وصلا الظهر معًا ثم قال لابنه بعد الصلاة: “لعل الله يرزق أحدنا اليوم بالشهادة، فالشهيد يغفر له عند أول قطرة من دمه”.
وما لبثا أن توجها ناحية منصة رابعة واشتد ضرب الغاز المسيل للدموع فعرض ابنه عليه تناول بعض الماء والمياه الغازية لتقليل أثر الغاز، لكنه رفض وقال أنه صائم. اشتد ضرب الرصاص والغاز فاضطر محمد أن يفترق عن ابنه، وعند الساعة الثالثة وعشرة دقائق كانت زوجة محمد تحدثه على الهاتف للاطمئنان عليه لكن صوت الرصاص كان أشد حتى اختفى صوته وأمسك أحد الأشخاص الهاتف ليخبرها “زوجك شهيد”. هاتفت زوجته ابنه لتخبره أن أباه قد قتل ليحاول الوصول إليه. بدأ ابنه في البحث عنه ولم يستطع أن يجده حتى قامت قوات فض الاعتصام بإخلاء منطقة الاعتصام تماما. وبدأ الابن في البحث عن جثمان أبيه مجددا منذ فجر الخميس في الأماكن التي نقلت إليها جثامين الذين قتلوا في الاعتصام، حتى وجد جثمانه بجوار مشرحة زينهم في الساعة الثامنة مساءًا يوم الخميس وظل منتظرا في طابور المشرحة حتى الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة ليحصل على تصريح الدفن. وتم تشييع جنازته بعد صلاة الجمعة من مسجد المراغي في حلوان ودفن في مقابر العائلة في مدينة 15 مايو.
تربى محمد على أنه من الواجب عليه خدمة دينه ووطنه وربى أولاده على هذا النهج، وأنشأ أولاده على نصرة القضية الفلسطينية منذ صغرهم، وروى ابنه أن أباه شجعه على المشاركة معه في المظاهرات المناصرة للانتفاضة الفلسطينية الثانية وكان عمره حينئذ 8 سنوات. وظل محمد وأسرته مقاطعون للمنتجات الأمريكية كنوع من أنواع التضامن مع القضية.
ويروي أهله أنه قد عاش حياته في خدمة الناس فكان حقا على الله أن يرزقه الشهادة وعاش لها ومات بها ويلقى الله عليها. وروى أصدقائه أنه قد ترك أثرا كبيرا فيهم وكان يربي فيهم الحياة في سبيل الله. ويقول أحد متدربينه: “فقدناه مربي وفقدناه قدوة وفقدناه صديق”.