محمد علي مبارك
محمد علي مبارك، نجار، قُتل فى 16 أغسطس 2013، من محافظة الفيوم وهو الشقيق الأكبر للمدون والناشط السياسي عضو ائتلاف شباب الثورة عبد الرحمن فارس.
اعتقل نجله الأكبر على خلفية فض اعتصام رابعة العدوية ولم يعلم أحد بأعتقاله فظلت العائلة تبحث عنه بين جثث الموتى ووسط المصابين بالمستشفيات ووسط المسيرات حتى استشهد محمد مبارك وهو يبحث عن ابنه بمسيرة بشارع رمسيس متاثراً بطلق ناري بالصدر، نقل للمستشفى الميداني داخل مسجد التوحيد وتوافد أشقاءه على المستشفى لمحاولة إخراج جثمانه وسط اشتعال الاحداث واطلاق النار والاصابات، بصعوبة استطاعوا نقله لمستشفى الزهراء الجامعي ومع وجود تعليمات بحظر استلام الجثث، استطاعوا بصعوبة توفير “غرفة مكيفة” لحفظ جثمانه حتى انتهاء اجراءات تصريح الدفن.
عرف بوده وحبه لمساعدة الناس فقد اختار اداء وظيفة الأسعاف الطائر، حيث داوم على التطوع لنقل المصابين بدراجته البخارية على مدار أحداث الثورة جميعاً، كما آثر الأحتفاظ بملابسه المغمورة بدماء المصابين من مختلف الأحداث وتعليقها بحيطان منزله.
يقول شقيقه عبد الرحمن فارس أن اكثر ما آلمه ليس الموت والفقد بقدر ما آلمه إهانة الشهداء، ويتذكر أنه حين نجح واشقاءه في نقل جثمان شقيقهم الأكبر من مسجد التوحيد إلى مستشفى الزهراء الجامعي استوقفتهم إحدى اللجان الشعبية واصرت على تفتيش الجثمان للتأكد من عدم تخبأة أسلحة به.
يقول أيضًا عبر تدوينة ترجع لعام 2018 : مرت أمس الذكرى الخامسة لرحيل النجار البسيط الذي أعطانا ما فاق طاقته بكثير.. رحل شقيقي الأكبر محمد مغدورا برصاص الجيش والشرطة في شارع رمسيس بالقاهرة، وهو يبحث عن ولده المفقود حينها.. وأعلنّا أننا لن نتقبل العزاء، وأن بيننا وبين القتلة ثأر، سنأخذه يوما ما، طال الوقت أم قصر.. وإني أستعد لهذا اليوم!
بينما كتب حسن شقيقهم الأصغر في الذكرى الثانية لمحمد: “أنا يا محمد لا أؤمن بالحرب، ولن أسعى للقصاص لك -على هذه الطريقة- يوماً، إن القصاص يا صاحبي، هو ألا تُقتل مرة أخرى، بقتل غيرك، وهذه معضلة، فلا نحن سنسلم للقاتل، أو نصطلح معه، ولا هو سيكفّ عن قتلنا.. فأين الطريق؟