محمد شعلان محمد سعد
لإنه هادئ أحبّه جميع معارفه مع إخوته الأربعة: حسام الدين، مروة، حازم، وناصر الوحيد الذي يصغره في السن؛ شهدتْ قبلهم والدته بطيبة قلبه ونبله؛ أما أحلامه في الحياة فكانت قليلة :أن يجد عملًا منتظمًا بدبلوم السياحة الذي حصل عليه، ثم شقة وعروسًا؛ ولكن قبل أن يبلغ العام الثاني والعشرين بشهر واحد اُستشهِدَ في يوم “جمعة الغضب” بميدان التحرير.
منذ اندلعت الثورة في الثلاثاء 25 من يناير/كانون الثاني 2011م وهو يشارك في أحداثها؛ يأتي على قدميه من منطقة الشرابية في حي شبرا إلى قرب الميدان؛ ويوم الخميس التالي سهر مع أخته مروة الأقرب إلى قلبه وكأنه يودعها؛ وفي الصباح انتهز فرصة سفر أمّه إلى مسقط رأسهم في محافظة المنوفية مقررًا الذهاب بنفسه لمواصلة رؤية ما يحدث على أمل أن يشارك في تغيير بلده للأفضل (على حد قوله).
عند مغرب 28 من يناير شاهده أخوه الأصغر حازم في الميدان فطالبه بالعودة للمنزل، بخاصة بعد انتشار الغاز المسيل للدموع بشكل لايُحتمل؛ لكن الشهيد رفض وصمم أن يستكمل ما بدأه، وبعد عودة أخيه قال أصدقاؤه إنه ذهب إلى كوبري قصر النيل؛ وهناك كان يحاول الدفاع عن المُتظاهرين (ما استطاع)؛ وأيضًا يرد أي هجوم على عساكر الأمن المركزي قائلًا: “هؤلاء غلابة”.
ولإنه لم يكن يخاف الموت، كما قال أخوه ناصر في لقاء تلفزيوني، فقد كان لا يخاف الأحداث الدامية؛ وهو ما استفز أحد رجال الداخلية فأطلق عليه ثلاث رصاصات منهم اثنتان قاتلتان في الصدر والأخيرة جاءت في بطنه ليغادر الحياة على الفور.
عند نهاية يوم الجمعة الدامي لم يعد محمد؛ ولم يصل إخوته لأثر عنه لقطع النظام جميع الاتصالات ومنها الهاتفية؛ فبدأوا رحلة البحث عنه في المستشفيات ولدى وزارة الداخلية؛ ليُعتقلَ أخوه ناصر لساعات في يوم السبت ويُعذب بوحشية وقسوة ويُفرج عنه فجر الأحد.
وبعد 48 من اختفائه عاود أخوه حازم، عند ظهر الأحد، البحث عنه في “مستشفى القصر العيني”؛ مُغيرًا من خطته فبدلًا من السؤال عنه في قوائم المصابين نظر في قوائم الشهداء في الثلاجة؛ لم تخب معرفته بشجاعة أخيه إذ وجده الاسم الأول في الثلاجة.
وفاءً للشهيد تحتفظ أمّه بالملابس التي استشهد فيها وأغراضه كما هي؛ وتؤكد أنه زارها بعد وفاته في المنام باسمًا متفائلًا ضاحكًا.
كرم اسم الشهيد بعد استشهاده اتحاد الأطباء العرب، وعدد من الجامعات والهيئات الصرية والدولية.
رابط برنامج لقاء على السحور مع أسرة الشهيد محمد شعلان محمد:
رابط لفيديو لمروة أخت الشهيد متحدثة عنه:
رابط فيديو لشقيق الشهيد وأمه يتحدثان ومزيدًا من صوره وشهادات التكريم:
المصادر:
1ـ الفيديوهات المرسلة عن لقاءات مع أسرة الشهيد.
2ـ«أثر الشهداء» .. «شعلان» .. وجع «الأم» لا يزول ( فيديو) ـ المصري اليوم ـ 11 من مايو 2015م.