محمد سيد عبد الله مبروك
يسكن محمد مع أسرته في واحدة من أكثر الأماكن ازدحاماً في القاهرة، منطقة دار السلام، ينتمي لأسرة يضيق بها الحال، لذلك ترك دراسته ليعمل ويساعد والده في الإنفاق على أخوته، رزق الصغير، 9 سنوات، وشقيقته الكبرى التي تعيش في نفس السكن مع أبنائها الاثنين.
كان يعمل في ورشة ألومونيوم، وكان يعطي والدته كل ما يكسبه من عمله، تقول والدته، كلما كان يشعر أن والده لا يملك ما يحتاجه من مال يلزم مصروفات البيت، كان يعطيني كل ما يملك سراً، لأنفق على البيت دون أن يخبر أبيه حتى لا يجرح مشاعره.
يوم جمعة الغضب، ذهب محمد للمشاركة في المظاهرات في ميدان التحرير، ولم يعترض والده، لأنه يعلم أنه على قدر المسؤولية، عندما حل المساء ولم يعد للبيت، بدأ والده يقلق عليه، ذهب للبحث عنه دون جدوى، ودون أن يعرف ماذا سيقول لوالدته، لكنه عندما عاد لم يجدها في المنزل، “علمت أن الجيران أبلغوا والدة محمد بإصابته، فذهبت للمستشفى للإطمئنان عليه، لكن إدارة المستشفى رفضت دخولها دون أن يكون والده حاضراً، وبعدت أن وصلت ودخلت المستشفى لأطمئن على ابني بعد عشرة دقائق علمت بوفاته.
أما والدته منى أحمد أمين فتقول:” لم أصدق عندما أخبروني أن ابني مصاب، جريت في الشارع كالمجنونة.”
بعد أن دفن سيد عبد الله مبروك ابنه، عاد للمستشفى لاستخراج تقرير طبي يثبت إصابته، وقام بالإجراءات القانونية اللازمة، التي كان منها رفع قضية ضد وزير الداخلية في ذلك الوقت.