مجدي أحمد محمود محمود رفاعي
كان يستعد مجدي لحفل زفافه بعد أيام قليلة من اليوم الذي قتل فيه، شاب في الثلاثين من عمره، مجتهد في حرفته، منجد، يعيش مع والده وزوجته وأشقاءه من والده بعد انفصال والديه، يقول والده: ” كان شاطر وكسيب وحنين على أخواته”.وكان قد انتهي بمجهود كبير من إنهاء التجهيزات اللازمة في شقته الجديدة، بعد خطبة استمرت خمس سنوات.
يحكي والده قصة وفاته ويقول أن ذهب في مهمة عمل في يوم جمعة الغضب، لأنه لم يكن عنده رفاهية أن يضع أن دقيقة في أي أمر آخر سوى كسب الرزق، بعد أن أنهى مهمته وجد معظم أصدقائه في الشارع، كما كانت مصر كلها، فبقى معهم، وبعد منتصف الليل كانوا يقفون بالقرب من قسم شرطة المنتزة بمنطقة طوسون، وفجأة انهال عليهم رصاصات غادرة من قوات الشرطة، أصابت إحداها مجدي، يقول الأب ” كنت وقتها في البيت، وقرب الساعة الثانية صباحاً، وجدت الجيران وأخوات مجدي في الشارع يطلبون مني أن أحضر بطاقتي وأنزل إليهم في الشارع، لأن مجدي مصاب وفي المستشفى، عندما وصلت جذبني شقيق مجدي للثلاجة لأرى جثمان ابني.”
لم يحتمل الأب وقع الصدمة ففقد الوعي، ليفيق ويجد كل أبناءه بجواره بإستثناء ابنه الكبير مجدي، الذي كان عليه في الساعات التالية أن يحضر له كفنه ويوصله لقبره، وتكرر المشهد الذي حدث مع شهداء آخرين، خرج تقرير المستشفى أن سبب الوفاة هو هبوط في الدورة الدموية، وعندما رفض الأب وجميع أصدقاء مجدي الذين في المستشفى رضخت إدارتها وأخرجت تقريراً صحيحا يوضح أن سبب الوفاة هو طلق ناري في الجانب الأيمن من الصدر أدى إلى الوفاة.
يختم الأب شهادته: “لا أصدق ما حدث، كان مجدي يجهز شقته استعداداً للزفاف إلى عروسه التي انتظرته خمسة سنوات كاملة، أما والدته المسكينة فقد ارتفع السكر عندها بعد الخبر للدرجة اضطرت الأطباء إلى قطع أصبعين من يدها، لقد دمروا أسرة بأكلمها.”