عمر محمد صابر عطية القرماني
كان عمر تخرج للتو من المعهد التكنولوجى قسم هندسة كهرباء،وكان ضمن المشاركين في اعتصام رابعة العدوية،كان الشقيق الأصغر بين أشقائه وهم د.أميرة المدرس المساعد بكلية الطب، و د.مروان نائب في قسم القلب ويقول عنه:” كان عمر شقيقي الأصغر، وصديقي وحبيبي، جزء كبير وعظيم من حياتي كان هو، أسراري معه، وأسراره معه، كنت يومياً لابد أن أتحدث معه أو أراه حتي بعد زواجي، كنت أصر على سماع رأيه ونصائحه،استفدت واتعلمت منه أخلقيات كثيرة.شخصية نادر أن يلتقيها الانسان، فما بال أن يكون من حسن الطالع هذا الشخص شقيقك.”
ويضيف: “كان يتميز عمر أنه سليم الصدر تجاه كل الناس، لم يسئ الظن بأحد يوماً، وكان يلتمس العذر لأي شخص.” أما شقيقته الكبرى فتقول:” كان الفارق بيننا ستة سنوات، كنت أنعي نفسي بأنني فقدت ابني وشقيقي الأصغر، الذي ظهرت عليه طيبته الشديدة منذ كان صغيراً، كان مدلل لأنه الصغير، لكنه في الوقت نفسه كان يرانا أنا وأخيه الأكبر منها بتقدير كبير لدرجة أنه لا يرى نفسه لكنه ينظر إلينا بإكبار.”
بعد وفاة والد عمر، كان الونس الوحيد لوالدته بعد زواج شقيقته وشقيقه، وعندما بدأت الأحداث وبدأ يتردد على مكان الاعتصام أردات والدته أن ترى بنفسها ما ينخرط فيه ابنها، فذهبت إليه مكان الاعتصام واطمئن بحسب شهادتها لأنها وجدت الأجواء ليست فقط سلمية لكنها يسودها روح التضامن، وعندما بدأ شهر رمضان طلبت منه والدته ألا يذهب إلى الاعتصام ليتناول الافطار معها وداعبته “هل محمد مرسي أهم مني؟” فقال لها بالطبع أنا لا أ أذهب من أجل محمد مرسي، لكننا نذهب لندافع عما نراه حق، من حقنا ندافع عن الاستحقاقات الانتخابية التي شاركنا فيها، محمد مرسي جزء من الشرعية فقط.
تقول والدته الدكتور مي:”كنت أتمنى أن أقيم له حفلة بمناسبة تخرجه لكن حتى هذا لم أستطيع فعله.”
كان الدكتور مروان شقيق عمر في شهادته عما رأي: “بدأ اطلاق الرصاص الحي حتى قبل أن يبدأ إطلاق الغاز المسيل للدموع، ورأينا شاب يحاول وقف جرافة بإلقاء الحبر على الزجاج الأمامي لها، فتلقى رصاصة من قناص سقط على أثرها أرضاً فدهسه سائق الجرافة دون تردد.”
كتبت له شقيقته رسالة مؤثرة قالت فيها:
“هل يا ترى سمعتنى انا وأمك بالأمس وكل يوم ونحن نتحدث عنك ونتذكرك منذ ان كنت طفلا،هل يا ترى ترى احتقان عينى حين تأتى سيرتك وانا احاول اجمع شتات امرى فلا تنساب دموعى خصوصا وقد مر على وفاتك سنوات طوال…. فليس الجميع مثلى يتحمل كل هذا منى رقم مرور الايام والشهور ولكنك كنت مميزا غير البقية صدقنى، وكنت واثقة انك كنت ستكون زوج رائع حنون وآب اروع وأروع كما كنت مع ابنائى”
بحسب شهادة شقيقته فقد تلقى عمر رصاصة في الساعة 6:30 صباح يوم المذبحة: تقول شقيقته:
ويذكر أنه لم يكن الضحية الوحيد بين زملائه في المعهد التكنولوجي العالي بالعاشر من رمضان، بل أن هناك عدد أخر من الزملاء كانوا من ضحايا اليوم الأليم ومنهم مالك صفوت عبد الرحمن الشيمى وياسر معاذ وفهمي الديب وآخرين.