علاء عبد الهادي
طالب مجتهد، حصد نتيجة اجتهاده الالتحاق بكلية الطب جامعة عين شمس، عندما قامت الثورة كان في الصف الرابع في كلية يعلم الجميع صعوبة الدراسة فيها، لكنه كان يوزع وقته بين دراسته وامتحاناته، وبين فعاليات الثورة ومهمة إسعاف المصابين في المستشفيات الميدانية بحسب شهادات أسرته وأصدقائه
غير أن رصاصة متعمدة من قوات الأمن أثناء فض إعتصام مجلس الوزراء، وفقاً لتقرير الطب الشرعي، أصابت رأسه وأنهت حياته، بعد عشرة أيام من استشهاده، ظهرت نتيجة أخر امتحان يجتازه في كليته، وحصل فيه على 9.5 من 10، أي تقدير امتياز.
كان يقف بصورة دائمة في المستشفى الميداني في ميدان التحرير، يساعد الأطباء في علاج المصابين حتى أنه كتب في خانة العمل على «البروفايل» الخاص به في «فيس بوك»:«عيادة المستشفى الميداني بالتحرير».
آخر كلمات كتبها في آخر مرة غادر فيها مسكنه «أما أنزل أشوف إيه إللي بيحصل هناك.. استرها معانا يارب»، وبحسب شهادة زملائه، وقف في البداية عندما بدأ الهجوم على الإعتصام، في المواجهة يحاول منع تقدم قوات الجيش إلى المعتصمين المتواجدين في شارع قصر العيني، حتى تراجع مع زيادة أعداد المصابين إلى المستشفى الميداني التي نصبت بالقرب من إحدى محطات البنزين في شارع قصر العيني، يعالج الجرحي، إلى أن هجمت عليهم قوات الجيش، وبدأت في الاعتداء عليهم بالضرب فأصيب ببعض الكدمات، لكنه لم يتراجع، ومع تقدم المتظاهرين من جديد في شارع قصر العيني عاد إلى الصفوف الأولى، حتى جاءته رصاصة في الرأس أنهت حياته قبل أن يصل إلى مستشفى قصر العيني التى كان يحلم بأن ينضم إلى فريقها الطبي بعد تخرجه.
عندما علم أصدقائه وزملائه بخبر وفاته، تجمعوا داخل مشرحة زينهم على رأسهم الدكتور ممدوح الكفراوي، عميد كلية طب عين شمس في ذلك الوقت، وأصر على حضور عملية التشريح حتى يكون التقرير مطابق للحقيقة، وهي إصابته بطلق ناري أدى لوفاته.
تحكي والدته عنه أنه كان يشارك في الحياة السياسية في الجامعة، واعتصام الطلاب لعزل عمداء الكليات التابعين لنظام حسني مبارك، ولا يتوقف عن العمل التطوعي المستشفيات الميدانية التي نصبت خلال الاشتباكات التي وقعت خلال الشهور التي تلت قيام الثورة.
وجه زملائه في كلية طب عين شمس رسالة إلى المجلس العسكري كتبوا فيها «إذا كنت ارتضيت أن تحمل إدارة شؤون هذا البلد فعليك أن تقدم القتلة للمحاكمة.. دم علاء لن يبرد وسيظل فائرا حتى تنصب المشانق لقتلته».
أقامت كليته نصبًا تذكاريًا داخل الكلية للشهيد علاء، يحمل تاريخ ميلاده وتاريخ استشهاده خلال فض اعتصام مجلس الوزرا. وعلن أحمد صابر، أمين اتحاد الكلية في ذلك الوقت أن الكلية ستقوم بإطلاق اسم الشهيد علاء عبد الهادي على مسجد الكلية بعد تجديده وأن اتحاد الطلاب سيقوم بإطلاق مبادرة باسم الشهيد علاء تكريمًا له.
أما ما سيظل يذكره المصريون عن علاء عبد الهادي، هو صورة والدته، وهى تحتضن ملابسه التي قتل فيها.