عبد الناصر سعد عمر عجاج
عبد الناصر عجاج، 47 سنة، كان رجل أعمال ناجح، وأب لأربعة فتيات، هن فجر و نور و سجدة وفرح يملك منزلاً أنيقاً ويدير شركته الخاصة بنجاح.
قالت ابنته الكبرى فجر ل BBC في مقابلة نشرت وقت الأحداث:
“استشهد والدي في أحداث فض اعتصام رابعة العدوية اثر طلقة رصاصة اخترقت رقبته من الجهة اليمنى وخرجت من اليسرى.كان من عادتي مشاركة والدي في الاعتصام بضع ساعات كل يوم منذ بداية الاعتصامات في أواخر شهر يونيو/حزيران. إلا أنني قررت المرابطة في الساحة أربعة أيام قبل فض الاعتصام بعد سماعنا تقارير عن نية السلطات اخلاء ساحة رابعة العدوية. وبالفعل بدأت تتوارد علينا الأخبار من حوالي الساعة الخامسة صباحا يوم الأربعاء 14 أغسطس/آب عن مدرعات وقناصة وبلطجية في طريقها الينا لفض الاعتصام.
بادر المعتصمون حينها بالتأهب لوصول قوات الأمن، فاتجه والدي الى مدخل الساحة للمشاركة في تأمين الاعتصام، وشارك غيره في تجهيز المستشفى الميداني، ووزع آخرون الخوذ والنظارات الواقية استعدادا للهجوم المتوقع، وتجمعت السيدات في وسط الساحة.
كانت هذه آخر مرة أرى فيها والدي حيا قبل أن يصلنا خبر استشهاده بالمساء. كان الهجوم شرسا من لحظاته الأولى.
كل ما اتذكره هو اننا كنا نتعرض للاعتداء بالخرطوش والقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي من كل الجهات بمشاركة طائرات الهليكوبتر التي كانت تجول السماء من فوقنا.
يصعب وصف شعوري ازاء ما كان يجري حينها من حولي، لكن اتذكر الاحساس العارم الذي انتابني أكثر من مرة، وهو أن تنشق الأرض وتبلعني.
كان المشهد مأساويا بعد ثلاث عشرة ساعة من الحصار والقصف. عدد الجثث التي رأيتها بنفسي كان سبع عشرة جثة على الاقل، من بينها جثة طفل لا يزيد عمره عن ثلاثة عشر عاما. وتم احراق كل الخيم بداية من مدخل الساحة وصولا الى منصة الاعتصام بشارع الطيران.
استطعت الخروج من الساحة حوالي الساعة السابعة مساء بعد أن هدأت الأوضاع نسبيا برفقة مجموعة من السيدات متجها نحو مسجد نور الخطاب القريب، حيث كانت تنتظر والدتي.”