عبد الله عبد الرازق راجح حسين
الدكتور عبدالله عبدالرازق، طبيب الأسنان، عضو في حزب مصر القوية (وهو من الأحزاب التي نافست على منصب رئاسة الجمهورية أمام حزب الإخوان المسلمين العدالة والتنمية) لم يكن من مؤيدي اعتصام رابعة العدوية، ولم يكن من المعتصمين، لكنه فور علمه عن فض الإعتصام توجه إلى هناك، وأصيب برصاصة فى بطنه يوم فض الاعتصام وبقى فى المستشفى لمدة أيام لإجراء عدة عمليات جراحية لكنه لم يكتب له النجاة.
كتب على صفحته قبل الفض بأيام قليلة : “للمرة الثانية أنا مش من معتصمى رابعة.. ولكن إذا تمّ فضّه بالقوة فسيكون على جثتى فليس للحياة أى قيمة إن حدث»، أما آخر ما كتبه فكان: «عمر الباطل قصير جدا جدا إنما النصر صبر ساعة»
كان عبد الرازق له ملاحظات على أداء جماعة الإخوان، وكان يؤكد أن هناك من المصريين، وهو منهم، من يقف ضد حكم العسكر في مصر، لكنهم لا يؤيدون جماعة الإخوان. وكتب أربعين يوماً قبل إصابته في اعتصام رابعة على حسابه الشخصي: «على فكرة أنا «مش» إخوان.. على فكرة أنا «مش» بحترمهم.. أنا أرفض الاعتقال العشوائى والقبض على السياسيين وغلق القنوات واعتقال أفرادها.. أنا عبدالله.. أنا من ثورة يناير.. أنا من ينادى بالحرية والعدل لكل الناس.. تسقط الدولة الفاشية».
يوم 30 يونيو2013 ، كان لعبد الله وجهة نظر مختلفة عن حزبه، حزب مصر القوية، فكتب حينها: خُيّرت بين السيّئ والأسوأ، فاجتهدت فإن أخطأت فلي أجر، وإن أصبت فلي أجران، بعد استخارة واستشارة ودراسة للموضوع من كل جوانبه، قررت عدم النزول فى مظاهرات الغد، فبرغم رفضي السياسى ﻷداء الرئيس وتحميلي له غالب المسئولية، إلا أننى أرى أن تستقيم الأمور تحت حاكم مستبد ضعيف وفاشل، خير من ألا تستقيم تماما وأن يهدم النظام على رؤوسنا جميعا»، وأثبتت الأيام صدق رؤيته السياسية، فقد كانت مظاهرات 30 يونيو هي السبب الذي أدى لحدوث الإنقلاب العسكري في 3 يوليو 2013.
بدى والده متماسكاً في تقبل عزاء بعد إجراءات الدفن وقال: ” ابني لم يمسك عصاة في يده طيلة حياته، ولا أقبل أن ينع بإنه إرهابي، هو طبيب أسنان ومن أراد أن يعرفه يذهب إلى كلية طب الأسنان التي درس بها ويسأل عنه أساتذته وزملائه، لن نقبل هذا الاتهام، لو قالوا لقد قتل قتلاً خطأ، نسامح، لكن لا نقبل أن ينعت إبني بالإرهابي.”
الدكتور عبد الله ترك خلفه طفل طغير وأرملة.