عبد الله سلطان
المهندس عبد الله سلطان، 38 سنة، زوج وأب لطفل صغير، وقدوة لكثير من أصدقائه وزملائه. عندما قامت ثورة يناير لم يغادر الميدان، حتى أنه كتب قبل ساعات من التنحي أنه يفتقد ابنه بشدة، وعندما تولى الإخوان المسلمون الحكم، لم يتوقف عن توجيه الانتقادات لهم، وللرئيس المعزول محمد مرسي، وعندما قام الجيش المصري بإعلان الإنقلاب العسكري، كان رأيه واضحاً في رفض تحرك الجيش وخرج متظاهراً عندما بدأت المذابح، وكان يحذر على صفحته من أن فض الاعتصام سوف يؤدي لالاف الضحايا، لم يذكر الموت أبداً، ولم يكن يخشاه، عندما بدأت أحداث الفض ورغم خطورة ذلك، خرج متظاهراً مع المتظاهرين ليكون أحد ضحايا هذا اليوم.
وكتب “لا اكترث إلا بالدماء وحقوق المظلومين، ورغم اختلافي مع الاخوان ورغم تخليهم عنا في موقعة مجلس الوزراء وقولهم اللي واداهم هناك…إلا أن ديني لا يسمح لي بالتخلي عنهم الآن”
تقول زوجته: “ذهبت يا قرة عيني إلى رابعة العدوية، .واستحلفتك بالله لترجع، .بس بعتلي قلتلي مش راجع غير لما الدم يقف، قلتلك يعني هتموت نفسك عشان ناس أنت لا تؤمن بمبادئهم…قاللي لأ هموت عشان مبادئي أنا”، وجاء يوم الفراق يا عبد الله، وكان آخر مابعته ليه : أنا زي الفل الحمدلله … وإذا بي اعمل ريفريش على صفحة خاصة بأصدقائه… واقرأ: توفى إلى رحمة الله عبد الله سلطان بطلق ناري حي في الرأس…أصابني من الفزع مااصباني وراح ابني يسألني : ماما بابا مات ؟ ” الشرطة” ضربته ؟ مع اني لم انطق بهم… وراح يبكي.”
أما أخاه مالك فقال: “قدر الله لهذة الحياة أن تستمر مهما كان, مازلت أذكر أخى رحمة الله عليه و هو يقبل قدم أمى و يبكى حين داهمتها أزمة قلبية حادة, كان ملتاعا بشدة خائفا أن يفقدها، حين خرجت من المستشفى نقل نفسه و زوجته و ابنه لكى يعيش معها.
أما زميله محمد مكاوي فيقول: “انضف واطهر البني ادمين اللي عرفتهم في حياتي، ربنا اختاره النهاردة، نحسبه بإذن الله من الشهداء ولا نزكيه على الله ..اول مره اقالبه وجها لوجه في جنازة الشيخ عماد، ومن وقتها وهو ضميرنا الحي ومن وقتها وهو من أعز الاصدقاء.
عبد الله كان دينمو في وسط مجموعة شباب ملهاش اي هدف ولا محرك غير البحث عن الحق والعدل ونصرة المظلوم والوقوف أمام الظالم. نزلنا في كل معركة سياسية او استبدادية، ضد مبارك و العسكر والاخوان ، كنت ديما منبهر من جواي بالطاقة الايجابية الرهيبة اللي جواه، وفي أحلك المواقف لما عرفنا أننا قلة في البلد، كان نفسه ابنه عمر يتربى مع اولاد اصحابه اللي بيشاركوا نفس المبادئ والقيم الانسانية ، وكان حريص على دعوتنا في تجمعات عائلية في بيته في الأكثر الأوقات احباطا وانكسارا حتى نشد من أزر بعضنا.
لما رجع استبداد العسكر، وبدأت بوادر الغدر، كان بينزل رابعة مع كل إشاعة ان الميدان حينفض ، كان بينزل بس علشان ميستحملش بني ادم اي كان جنسه يموت غدر وهو قاعد في بيته، كان بينزل عشان مايبقاش الدم رخيص. كان بينزل ضد قمع وكذب وتضليل الداخلية والجيش ، لانه عارف انهم مش استهدفوا المسلحي، لا استهدفوا أي بني ادم.
انا نزلت مع عبد الله كتي، عمري ماشفته بيحدف حتى طوبة ، عبد الله تم قنصه بدم بارد وهو داخل ميدان رابعة في وسط الناس برصاصة غدر في الرأس، استشهاد عبد الله هو دليل بين لكل من لايزال يصدق ان مفيش قتل بدم بادر ولا مذابح ترتكب ولا دماء تسفك بغير حق. الله يرحمك ياعبدالله ويصبر زوجتك واولادك ويجمعنا بك علي خير.
أما أحد الزملاء الأصغر منه سناً، وهو عاطف الشوربجي فيقول: أحد اسباب الرئيسية في ما وصلت له في شغلي هو أنت، أنت أول واحد اشتغلت تحت يده واتعلمت على ايده، انت أكتر واحد حببني في الشغل وكانت متعتي اني أروح الشغل عشان اشتغل معاك أنت اللي كنت بتنصحني في كل خطوة باخدها في حياتي سواء مهنية أو شخصية،أنت كنت بتطمئن على أمي وتسألني عليها وتوصيني عليها كل لما اشوفك…انت اللي لما كنت اكون متضايق في الشغل تساعدني وتنصحني،انت اللي كنت كل لما بنبعد فترة الاقيك بتكلمني تطمئن عليا….والله اني اشعر ام جزء مني هو اللي مات يا عبد الله .عزائي أنك بين يدي الرحيم اللطيف وهو احن عليك مننا يا اخي….هتوحشني يا عبدالله. اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منه.