عبد الرحمن طه عبد الرحمن
عبد الرحمن طه عبد الرحمن، 18 عاماً، طالب بالصف الثالث الثانوي من بدين مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية ، وهو واحد من شباب مصر النابغ المبدع والموهوب، كان من مؤسسي المركز الاستكشافي بإدارة شرق المنصورة، وكان أحد أعضاء الاتحاد العام للطلاب على مستوى الجمهورية وحصل على تقدير على مستوى جمهورية مصر العربية في الأدب والشعر واللغة العربية، وكان من أوائل الطلاب، ويتقدم في المسابقات التي يشارك فيها، وكان لديه قدرة كبيرة على الخطابة والارتجال.
حصل على لقب الطالب المثالي على مستوى محافظة الدقهلية وكان مرشحاً بقوة للفوز باللقب على مستوى الجمهورية. عندما بدأ اعتصام رابعة العدوية، شارك فيه،
وتقول والدته أنه لم يكن يعود إلى البيت إلا مرات قليلة، كانت آخر مرة في اليوم السابق ليوم المذبحة. كون عبد الرحمن مع زملائه رابطة بعنوان “طلاب ثانوي ضد الانقلاب”. تتحدث والدته بثبات عن رفضه البقاء مع أسرته ليوم واحد للراحة، وإصراره على السفر إلى القاهرة بمفرده حتى يتواجد في مقر الاعتصام. تقول والدته أنه لم تتخيل أن يكون فض الاعتصام يكون بهذه الصورة، خاصة أن رئيس الوزراء وقتها حازم الببلاوي أعطى تصريحات أن فض الاعتصام سيكون بطريقة آمنة وأنه سوف توفير وسائل مواصلات لتيسير وصول المعتصمين لمنازلهم بعد الفض، وكان أقصي عنف تتوقعه هو أن يتم استخدام خراطيم المياه أو بالغاز المسيل للدموع “لم يكن أحد يتخيل أبداً أن تكون مذبحة ومحرقة”
تضيف والدة عبد الرحمن.
استشهد عبد الرحمن، وفقاً لأحد أصدقائه الذي رافقه وكان شاهداً على الأحداث، في السادسة والنصف صباحاً، ولم تعرف أسرته ما حدث سوى عصر يوم 14 أغسطس 2013. خرجت أسرته اعتراضاً على عنف ودموية فض الاعتصام، كما خرج آلاف المتظاهرين، “ذهبنا إلى اتجاه استاد المنصورة، ولك يكن هناك أي وسيلة للوصول إلى القاهرة حيث تم إغلاق كل الطرق”.
تضيف الأم المكلومة “معرفة خبر استشهاد عبد الرحمن هو أسوأ خبر سمعته في حياتي، كنت أفكر أنني قد أصاب بمكروه أنا أو أي فرد من أفراد الأسرة، لكن لم أفكر أن يصاب عبد الرحمن بسوء، لأن الله حباه بمميزات كثيرة، من النباهة والاجتهاد، وكنت أظن أن هذه الهبات التي ربما جاءت من الله لنصرة دينه أو إعلاء شأن وطنه”
يوم واحد قبل الفض سأل عبد الرحمن والدته ماذا تفعل إذا أصابه مكروه؟ فقالت له لن يحدث لك شئ بإذن الله.
تقول والدته: “لم نعارضه عندما أراد الذهاب مرة أخرى إلى الاعتصام لأننا ربيناه على الحرية” . وتنهي حديثها بسؤال: هل كون ابني الطالب المثالي جزاءه رصاصة في قلبه؟ لمن أرفع شكواي لما حدث لابني؟