طارق مجدي مصطفي القياس
وُلِدَ طارق في حي السيدة زينب بمنطقة تُعرف بالدرب الجديد، حصل على دبلوم فني، ثم معهد التعاون الفني، بحسب ما ذكرته والدته لإحدى البرامج. كان للراحل ثلاثة أشقاء: أحمد ومصطفى وعمرو، وكان أولهما (أحمد) توأم له؛ فأكد أنهما كانا شديدا القرب من بعضهما، فلمس في شقيقه رجولة وشهامة، كما يؤكد والده أنه كان ؤُحب دائمًا أن يقف دائمًا في ظهره فيراعيه وينفق على البيت دون أن يعرف.
بحث والده عن واسطة ليجد لطارق وظيفة، فكان أن التحق بجهاز إدارة مترو الإنفاق بعقد كـ”عامل تكسير”، تم إنهاء عقده مع نهاية عام 2010م تصفية للعمالة المؤقتة في المترو.
يُضيفُ والد الشهيد أن نجله لم يُظهر الحزن على فقد وظيفته، ولكنه كتمه في قلبه، وصار يجلس على الكمبيوتر مُواصلًا أداء أعمال خاصة ما استطاع، وأيضًا تُواصلًا مع شباب الثورة، ازدادت حماسة طارق لما عرف تفاصيل وفاة الراحل خالد سعيد على يد الشرطة المصرية، فقال لشقيقه التوأم أن شيئًا هائلًا سيحدث قريبًا في مصر.
مع اندلاع الثورة ذهب الفقيد إلى والده طالبًا الإذن منه في المشاركة فيها بميدان التحرير فرفض، فاضطر إلى الذهاب دون علمه، وهناك أصابته رصاصة مطاطية في كتفه أُسعِفَ منها، ولم يذكرها لوالده، حتى إذا جاء يوم “جمعة الغضب” أو 28 من يناير/كانون الثاني 2011م ذهب إلى صلاة الجمعة، بعدها ذهب مباشرة مع شقيقيه إلى شارع السد حيث قسم شرطة السيدة زينب، الذي أطلقت قواته النيران الكثيف على المُتظاهرين الراغبين في الذهاب إلى ميدان التحرير، ومن قسوة وانتشار إطلاق الرصاص وصل لشرفة منزلهم القريب من القَسم، فطلبت والدته من زوجها النزول للمجيء بأبنائها الثلاثة،. كان شقيقا الشهيد يقفان معه عند باب القسم الخلفي يُسعفان المُصابين، إلا أنه أصر على تصوير ما يحدث بهاتفه، وقال لأصدقائه الذين طالبوه بالاكتفاء والعودة للمنزل، قال سيفعل، لكن أحد الضباط استهدفه برصاصة في الرقبة من الأمام ذبحته داخليًا، بحسب تعبير والده، وهرول المتظاهرون به إلى مستشفى أحمد ماهر التعليمي القريب، لكنه كان قد فارق الحياة، واستمر نزيف جسده.. حتى أنهم عند دفنه اضطروا لوقف الدماء بقطن لئلا يُغرق الكفن، فضلًا عن رفعه أصبع السبابة منه حين أراد المُغسل مسح أسفل إبطه، وترديده الشهادة فور إصابته.
يقول والده أن طارقًا يعيش في خاطره، ويؤكد شقيقه التوأم على زيارته له منامًا كل ليلة، فيما تُشدد والدته على أنه رأته في المنام ليالي، وكانت تتمنى لو تراه قبل لقائه الله، بحسب كتاب “دماء على طريق الحرية” ولكنها كوالدة تُبصره في الواقع في الشباب من حولها طوال الوقت، إذ ما تزال تسير في الطرقات باحثة عنه.