رامي سيد حمزة منصور
كان رامي الابن الكبير، يتحمل مسؤلية البيت مع والده، ويؤجل تكوين بيت وأسرة له، كان والده عندما يسأله متى يفرح به يقول “كل شئ بوقته” كان يريد أن يستمر في مساعدة والده، وأنه لو كون بيت وأسرة سوف يكون ذلك صعباً، فبقي حتى سن الثلاثين دون زواج. كان يعمل نقاشاً في قريتهم الصغيرة في ببا ببني سويف ويعيش مع أسرته.
يحكي والد رامي حادثة وفاته قائلا: “خرج في هذا اليوم مبكراً ليساعد صديق له في طلاء شقة الزوجية، وتوجهت أنا و أشقائه ووالدته لورشة النجارة التي أملكها في منطقة أخرى ليست قريبة، لم يمر وقت طويل حتى سمعنا صوت إطلاق رصاص بصوت مرتفع ووجدت تحذيرات ممن حولي أنه لا يجب أن يذهب أحد إلى مركز البلد لأن الشرطة تطلق الرصاص على المتظاهرين.”
جمع والد رامه أسرته وسارعوا عائدين إلى المنزل، لكنهم تذكروا أنهم لا يعرفون إن كان حدث مكروه لرامي، طمأن والد رامي زوجته أن ابنهم لا يشارك في المظاهرات وأنه يقوم بمهمة طلاء شقة صديقه، أصرت الأم أن يذهب أحد أشقاءه لإحضاره إلى البيت، فذهب شقيقه الأصغر وعاد صارخاً باكياً لوالديه ناعياً الخبر الحزين أن رامي كان من ضمن المصابين، وأن رصاصة أصابته عند منطقة قسم الشرطة، أسرع والد رامي ليعرف ما حدث من أصدقائه ويقول “سمع رامي أن أحد أصدقائه أصيب، فذهب إليه ليأخذه إلى المستشفى، وبينما يحاول أن يحمله، أصابته هو الآخر رصاصة في قلبه مباشرة، ورصاصات أخرى في أجزاء متفرقة من جسده.”
أسرع الحاضرون بحمل رامي إلى مستشفى بني سويف العام، التي لم يكن بها موضع قدم من كثرة المصابين، ولحقت بنا والدته، التي ما أن رأته غارقاً في دمه حتى أخذته في صدرتها وأخذت تمسح الدم من عليه لتغسل به وجهها.
يختم الأب شهادته قائلاً: ” دمر – القتلة – حياتنا، كان رامي ابني الكبير وذراعي اليمين والأقرب إلى قلبي، بدلاً من أفرح به عريساً أدخلته قبره بيدي.”