خالد عطية زيد
تحكي والدته عن خالد، الذي لم يكن فقط أكبر أبناءها، لكن صديقها والقريب إلى قلبها قائلة: “كان يتحمل المسؤولية رغم صغر سنه، فكان يعمل في الإجازة الصيفية ليغطي مصروفاته الدراسية ويشتري لنفسه ولأخوته ما يحتاجون من ملابس، عندما كنت أحتاج أتخاذ قرار، كنت أتحدث إليه واستشيره.”
شارك خالد في الدعوة لمظاهرات ثورة يناير على الفيسبوك، وفي يوم 24 يناير مساء، ذهب إلى والدته وتحدث إليها عما سيحدث، وعندما سألته والدته كيف عرف، قال لها عرفت من أصدقائي، ولابد أن نحاول إصلاح حال البلد ونطالب بحقنا في الكرامة والحرية، سألته لكن هذا الحديث ليس سهلاً، فقال لها:”المصريون يستحقون أفضل، وما يحدث الآن من فساد ضد كرامة المصري الذي قام الظلم والفساد ولابد أن يغير حياته بيده.”
أما عن يوم القتل تقول والدته:”ذهبت معه لصلاة الجمعة، وبعدها بدأت المظاهرات، فشاركت أنا وهو في الهتافات وسرنا في ميدان الحرية بالمعادي، وعدت أنا لمرعاة أخوته الصغار وتركته في الميدان مع أصدقاءه وطلبت منه ألا يذهب بعيداً فقال لي أنه سوف يكون في مكان آمين.”
تقول الأم كانت الساعة تقترب من الساعة 6:30 مساء عندما سمعت صراخاً أسفل منزلنا، هرعت لأعرف السبب وجدت أصحاب خالد يقولون لي أنه مصاب في الشارع أمام قسم شرطة دار السلام. وعرفت أن أن خالد أصيب بطلقة واحدة في قلبه من قناص كان يقف فوق قسم الشرطة، جريت مسرعة فوجدته ملقى في الشارع غارق في دمه، أخذناه أنا وأصدقائه إلى مستشفي المبرة في المعادي وأنا عندي أمل في إنقاذه، لكن الأطباء قالوا لي أن الرصاصة كانت موجة مباشرة إلى قلبه ومات في الحال.
علم أباه بما جرى وجاء إلى المستشفى، وبعدها منعنا من الكلام عنه في الميت لأنه لا يحتمل أن ننطق بكلمة “المرحوم خالد.” لماذا فعلوا بنا هكذا؟ من يتحمل أن يتلقى ابنه رصاصة في قلبه؟