حسين طه حسين محمود
كان حسين طالباً في كلية الحقوق جامعة الإسكندرية، ولد في حي سيدي بشر الشهير. هو الابن الأكبر لوالديه، يقول عنه والده “كنت أعتبره صديقي وليس ابني”. كان مشجعاً مخلصاً لنادي الزمالك. كما تقول والدته، لم يكن راضياً عما يحدث في مصر، يؤلمه ما يحدث من ظلم، وكان على استعداد لدفع حياته ثمناً لتحقيق العدل .
ذهب مع صديقه هشام لصلاة الجمعة بمسجد القائد إبراهيم يوم 28 يناير، وبعد الإنتهاء من الصلاة، وبمجرد أن بدأت هتافات المتظاهرين في ساحة المسجد، ألقت قوات الأمن القنابل الغاز المسيلة للدموع بكثافة، لم يأبه حسين لآثار القنابل الحارقة، وكان يدفع ليتقدم المظاهرة، ولم تمر سوى دقائق حتى اختفى عن نظر صديقه، بعد انتهاء المظاهرات في ذلك اليوم امضى والده يومين يبحث عنه في أرجاء المدينة والمستشفيات، حتى وجده يوم 29 يناير في مشرحة إحدى المستشفيات، وكان سبب الوفاة هو الرصاص الحي في الصدر.
قالت الأم أنه جاء أحتضنها؛ وحينما كان بين أضلعي قال لي أني أحبك كثيرا يا أمي، فشعرتُ بشيء غريب وسألته هل بك شيئا، وشعر قلبي بأنه سيرحل عني قريبا، وقال أبيه أنه في مره قال له ” أتمني أن أكون جنديا أو مجاهدا لكِ أموت شهيدا بإذن ربي ” ، فقولت له ” يا بني أننا في حالة سلام كيف تكون محاربا ” فأجاب ببسالة ” ربما يتم الدعوة إلي الجهاد وحينها سوف أجيب النداء ” ، ولقد تحقق ما تمني ورحل شهيد عنا في أحداث ثورة يناير المباركة.
في رسالة له وجهها والده في إحدى اللقاءات قال: ” حلمك تحقق أن تحدث ثورة في مصر، وقد استطعت أنت وجيلك تحقيق ما لم نحققه نحن.”