حبيبة أحمد عبد العزيز رمضان
حبيبة أحمد، صحفية مصرية شابة، كانت تعمل في صحيفة تصدر باللغة الإنجليزية في دولة الإمارات عندما تصاعدت الأحداث السياسية في مصر في يونيو 2013. حصلت على إجازة من عملها وعادت لتكون في وسط الأحداث. أسرتها تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، ووالدها كان أحد مستشاري الرئيس السابق محمد مرسي، لكن حبيبة كانت لها آراؤها المستقلة التي تكتبها على صفحاتها على مواقع التواصل الإجتماعي والذي كان كثير منها يحمل النقد لسياسات الجماعة التي تنتمي إليها أسرتها، فكانت تتلقي العتاب من والدتها كثيراً لذلك.
كانت نشيطة على وسائل التواصل الإجتماعي، تشارك صورها وآرائها، ولها دائرة واسعة من الأصدقاء، ولها مساهمتها في العمل الاجتماعي، مثل الترفيه عن الأطفال المرضى. لها صورة شهيرة وهي ترتدي الأنف الأحمر وتلون وجهها في زيارة لأحدى مستشفيات الأطفال لإدخال البهجة عليهم، ويذكر الجميع صورة أخرى لها وهي تحمل زجاجة بها عصير ليمون وورقة في اليد الأخرى، تعبير عن تصويتها لانتخاب محمد مرسى رئيسا للجمهورية، فقط لنفاذ الإختيارات الأخرى، بعد أن انحسر السباق الانتخابي بينه وبين رئيس وزراء مصر السابق أحمد شفيق.
عند بدء اعتصام رابعة العدوية شاركت فيه حبيبة، جزء منها الصحفية التي توثق وجزء منها المصرية صاحبة الرأي فيما يحدث، ترفض الواقع الذي أراد المجلس العسكري فرضه على مصر، بعد إعلان الإنقلاب العسكري في الثالث من يوليو 2013.
أثناء تغطيها لفض اعتصام رابعة العدوية صباح الأربعاء 14/8/2013، وفي اتصال هاتفي مع والدتها كتيت بها:
“أمي أنا في مواجهة القناصة ، ويتوعدني أحدهم بالقتل إن لم أغادر ، فأرجو منك الدعاء لي بالثبات.”
فدعت لها والدتها بالثبات.
أما بقية الرواية فتنقلها إحدى صديقاتها ـ ممن شهدوا الواقعة ـ فتقول :
انهمر الرصاص كالمطر، فأخذ زملاء حبيبة في الصياح عليها : ارجعي يا حبيبة .. ارجعي يا حبيبة !! لكن حبيبة كانت تتقدم بكاميرتها المحمولة ، فعاجلها قناص برصاصة اخترقت قلبها. حسب تقرير الطبيب الشرعي كان سبب الوفاة “طلق ناري نافذ في القلب أدى إلى تهشم في عظام الصدر.”