جرجس لمعي موسى سليمان
يقول والده: “جرجس هو ابني الكبير عيد ميلاده الثلاثين كان على بعد أسبوعين من قتله، 14 فبراير، يوم عيد الحب، لكن قناصة الشرطة لم يريدوا له الحياة، بعد أن حصل على الدبلوم الفني عمل كسائق، وأصبح يعولني أنا ووالدته، بعد أن تجاوزت الستين ولم أعد قاداً على العمل في مهنتي كمُبيض محارة.”
لم تسمح الظروف الاقتصادية لجرجس بالزواج وتكوين أسرة كما يقول والده، الذي يستكمل قصة مقتله يوم جمعة الغضب قائلا “كانت منطقة الزاوية الحمراء مشتعلة بالمظاهرات، عشرات القتلى ومئات الجرحي كانوا سقطوا بالفعل، لم يكن ممكناً أن يقف جرجس ليشاهد ما يحدث لأصدقائه، بدأ في المساعدة في نقل القتلى والجرحى، لم أكن أعلم ما يحدث هناك سوى من الجيران، وعندما جاء شقيقه مينا مساء سألته عن جرجس فقال أنه يمكن أن يكون عند أحد أصدقاءه، خاصة مع فرض حظر التجول بعد السادسة مساء.”
لم يعد جرجس حتى بعد منتصف الليل، وقتها اتصل صديق له يسكن في مصر الجديدة وأبلغ والده أن جرجس في مستشفى الساحل، هرولت الأسرة كلها إلى هناك، وهناك سألوا عليه بين المصابين، لم يكن بينهم للأسف.
سأل موظف الاستقبال:”ما اسم ابنك” وعندما أجاب الأب رد الموظف:” هناك شخص اسمه جرجس في الثلاجة.” وقتها لم يتمالك الأب نفسه وسقط على الأرض.
“من فعل بابني هكذا؟” سؤال لم يجد له الأب إجابة ولم يكن قتل جرجس سوى بداية لألم كبير، ساهم فيه طلب النيابة إعادة تشريح الجثة لإثبات قتل جرجس.
ويضيف:”أعرف من قتل ابني، أعرف بعضهم بالاسم بعد أن شاهدتهم مع غيري واقفين أعلى سطوح قسم شرطة الزاوية الحمراء، من حيث جاءت رصاصات القناصة” ويستطرد والد جرجس بتحدي الواثق مستطردًا بالأسماء هم محمد السني وأخر يُدعي عبد العزيز وهم معروفين لكل أهالي الزاوية، بعد المذابح التي وقعت أمام قسم الشرطة، ولم يعودوا لعملهم.”
أما عن الثورة فيضيف والد الشهيد: “ما حدث للرئيس السابق مبارك كان ينبغي أن يحدث من سنوات طويلة لأنه لا يمكن لرئيس أن يظل بالحكم وهو لا يعرف احتياجات شعبه.”