الحسيني أبو ضيف
“قبل نزولي للدفاع عن الثورة، وإذا استشهدت لا أطلب منكم سوى إكمال الثورة”.. كانت تلك آخر كلمات كتبها الصحفي المصري الحسيني أبو ضيف على صفحته الشخصية قبل قتله في الأحداث التي عُرفت بـ”أحداث الاتحادية”، أثناء تغطيته لمظاهرات القوى الثورية المعارضة للإخوان في 12 ديسمبر 2012م.
عُرف بدفاعه المستميت عن الفقراء، وانضم إلى حركة “كفاية”، أثناء دراسته الجامعية بكلية الحقوق جامعة أسيوط، وشارك في العديد من الوقفات الاحتجاجية للدفاع عن المظلومين، وظل هكذا حتى سخر قلمه وكاميراته الخاصة للدفاع عن المظلومين، لينضم إلى قافلة الصحفيين الذين سقطوا شهداء الوطن.
وأثناء مشاركته في الوقفات الاحتجاجية في الجامعة، لم يكن في الحسبان أن يصبح صحفيًا ويملك قلمه ليعبر من خلاله عن الفقراء والمظلومين، عندما انتقل من محافظة سوهاج للقاهرة بعد انتهاءه من الدراسة، عمل في جريدة “الفجر”.
وكان من أوائل الصحفيين الذي نزلوا ميدان التحرير في ثورة 25 يناير، وأثناء الاشتباكات وقتها أصيب شاب آخر أمامه بطلق ناري فسقط على الأرض، وحاول الحسيني أن يحمله إلى المستشفى الميداني، الشاب توفي في الحال ولم تفلح محاولة إنقاذه، ومنذ ذلك اليوم احتفظ الحسني “بالجاكت” الغارق في دماء الشهيد كما قال “عشان ما ننساش اللي ماتوا ونفضل ندور على حقهم”.
احتفل “الحسيني”، في الميدان بخطبته بعد شهور من الثورة وبدأ في الإعداد للزواج، لكن فرحته لم تطل، فقد عادت المظاهرات والاعتصامات والاشتباكات، فقرر الحسيني أن يطور من أسلحته واشترى بكل مدخراته “كاميرا”.
وأثناء تغطيته لمظاهرات القوى الثورية المعارضة للإخوان، في الأحداث التي عُرفت بـ”أحداث الاتحادية”، أصيب برصاصة في الجمجمة أدت إلى تهتك في الرأس، ودخوله في غيبوبة تامة. استمر فيها لأسبوع كامل، حتى وفاته في 12 ديسمبر 2012، وشيع جثمانه من مقر نقابة الصحفيين إلى موطنه في سوهاج، وسط الحشود، والآن يطل وجهه من على واجهة نقابة الصحفيين في القاهرة لتذكر الجميع بالتضحية التي قدمها من أجل إظهار الحقيقة، كما تم تأسيس جائزة باسمه تقدمها نقابة الصحفيين في القاهرة.