أشرف نور الدين محمد عبد الرازق
الشهيد أشرف نور الدين محمد عبدالرازق لم يكن الأكبر ولا الأصغر سنًّا بين إخوته الأحد عشر (6 ذكور و5 فتيات)؛ ولكنه كان كما تؤكد أمّه السبعينية العمر سيدة جاد المولى:”..أكثرهم مودة ورحمة بي”؛ وبقدر إحساسه بالمسئولية عن أمّه وأشقائه كان يشعر أيضًا بأن وطنه أمانة لديه؛ لذلك تؤكد سمية أقرب شقيقاته إليه أنزعاجه من انتشار القمامة في شوارع مدينة السويس (شرقي مصر) حيث عاش ونشأ وترعرع؛ وكذلك تألمه من كثرة البطالة الشباب؛ فما إن اندلعت الثورة حتى بادر إلى المشاركة فيها.
رغم أنه كان عاملًا في “شركة السويس للأسمنت” إلا أنه كان مثقفًا محبًا للخير؛ يوم استشهاده أحضر ابنته بسملة (4 سنوات) وابنه نور الدين (3 سنوات) وزوجته الحامل التي على وشك الوضع إلى بيت والدته بعد صلاة الجمعة قرابة الثانية ظهرًا؛ ولما رأى اجتماع إخوته قال لهم بحماس:”إنتم قاعدين هنا وسايبين المظاهرة اطلعوا عبروا عن رأيكم، وشاركوا فى يوم الغضب!”.
لم يكن ينتمي لحزب أو جماعة ولكنه كان وطنيًا مُخلصًا؛ قالت له أمّه بخوف وقلق محاولة منعه:”هل أنت ذاهب للمظاهرات؟”، فتعلل بأنه ذاهب لشراء “بعض الاحتياجات”؛ فلما كررتِ السؤال عليه .. لم يملك إلا أن يجيب عليها قائلًا:”ما تخافيش لو مت هأكون شهيد”.
وقد كان .. تمنى بصدق وحقق الله أمنيته؛ وفشلتْ عائلتُه (في البداية) في معرفة مكانه، بخاصة مع قطع النظام وقتها لجميع وسائل الاتصال بما فيها الهاتفية؛ لكنهم في اليوم التالي عثروا عليه “شهيدًا” في “مستشفى السويس العام” بعد أن أصابه رصاص رجال قسم السويس الذين كانوا يحاولون منع المتظاهرين من استكمال مظاهرتهم؛ ولم تنجح عملية جراحية عاجلة في إنقاذه.
تُرِكَ مع ربه في ثلاجة المستشفى وأثر الدماء كالمسك يَضوعُ ويَنتشر من أنفه؛ وإلى جواره شباب نقي مثله، لتحتضنه أمه الصعيدية الأصول صائحة: “ولدي .. ولدي .. وينك (أين أنت) يا حبيبي؟”.
تعودتْ أمه أن يُحضر لها علاجها شهريًا من حُرِّ ماله؛ وكان يدخر المال لإجراء جراحة لإزالة المياه البيضاء من إحدى عينيها، ولكن الشهادة كانت الأقرب إليه.
بعد وفاته شارك بعض أفراد من عائلته في المظاهرات رافعين صورته ومنددين بالظلم.
رابط فيديو يحتوي صورًا لمشاركة أفراد من عائلة الشهيد في الثورة رافعين صورته:
المصادر:
1ـ أشرف دفع حياته ثمناً للتغيير.. ووالدته: الشرطة غدرت بابنى ـ المصري اليوم ـ 16 من فبراير 2011م.
2ـ أم الشهيد أشرف نور الدين: خرج فى جمعة الغضب وحين حذرته قال: متخافيش لو مت هاموت شهيد ـ اليوم السابع 10 من مارس 2011م.
3ـ قوائم الشهداء على المواقع والفيسبوك.
4ـ اليوتيوب المرفق رابطه.