أشرف سالم علي منصور
أشرف سالم علي منصور (42 عامًا) كان مُعلماً للغة العربية والتربية الإسلامية ثم مُوجهًا لهما في وزارة التعليم، وأباً لخمسة أبناء هم أسماء (20)، آلاء (18)، إسراء (14)، ونادية (12)، وولد واحد هو سالم (4 سنوات).
تصف زوجته أخلاقه بأنه: “كان أطيب أهل البلد، ويعرفه الجميع بدماثة الخلق والتفوق والورع، فقد ربى بناته على حفظ القرآن الكريم وعلى الطاعة والأخلاق، ووهبه الله سَالمًا فكان قرة العين “.
وتكمل “لم تكن تتوقع أن ما يحدث في ميدان التحرير سنراه يحدث في بني سويف، كنا نجلس أمام التليفزيون ونشاهد ما يحدث للشباب، وحالة الرعب التي كانت لدي كل بيوت في القاهرة كان زوجي متأثرًا جدًا، ويبكي على الشباب الذي يقع في الميدان”
تقول الزوجة أنه يوم السبت 29 يناير خرج أشرف كعادته في الصباح وأخبرها أنه سيذهب مع صديق له إلى إدارة المرور لإنهاء بعض المصالح. وبعد خروجه من المنزل عاد ثم نظر إليها وقال “أوعوا تنسوا درس القرآن الكريم لسالم الصغير”، فقالت له: “إن شاء الله خلي بالك من نفسك” فقال “خليها على الله” .
اتصلت به زوجته بعد عدة ساعات فلم يرد، ولم تكن هذه عادته، فقد اعتاد على مدى 22 عاما من الزواج الاتصال للاطمئنان على البنات على سالم.
جهزت الزوجة الغداء لأبنائها، ثم أخذت الابن الصغير لدرس القرآن، وساورها القلق بعد سماع صوت إطلاق الرصاص في البلدة، أسرعت إحضار إبنها، وسألت عن اتصال زوجها، وفجأة زاد صوت إطلاق النيران وتقول عن ذلك “أخذت أولادي في حضني وأغلقنا علينا باب بيتنا القريب من قسم شرطة ببا وكان صوت الرصاص شديد وكأنها داخل بيتنا.”
بعد قرابة ساعة سمعت صوت طرق شديد على باب البيت الرئيسي وكأن هناك من يخلع الباب، ووجدت أهالي المنطقة يدخلون بزوجها أشرف، وهو غارق في دمائه، وأخذوه إلى شقة شقيقه في الطابق الأرضي وأغلقوا الباب. وتقول الزوجة “عنا عرفت أن شريك عمري مات وأني لن أراه مرة أخرى وأن رصاص الغدر أصاب أبو سالم وأن ما قاله لي في الصباح لم يكن سوى وصيته الأخيرة.”
وتضيف ” أشرف مات برصاصة واحدة أطلقوها في قلبه ليتوفي في لحظتها وتركني وحيدة أتحمل مسؤولية أربع بنات وولد مازال صغيرا، منهم لله دمورا حياة أسرة هادئ آمنة مستقرة وشرودها ودهدوما فرحتها.
وتكمل ” ما يحرق قلبي كل يوم هو سالم الطفل الصغير الذي يرفض الذهاب إلى المسجد بدون أبيه ويقول لي كل طفل يمسك إيد أبو. طب أنا امسك إيد مين؟ومين هايسمح لي.؟”
وبعد أن تجفف زوجة الراحل دموعها تزيد: “ما يحرق قلبي كل يوم هو سالم الطفل الصغير الذي يرفض الذهاب إلى المسجد بدون أبيه ليقول لي كل طفل ماسك أيد أبوه .. طب أنا أمسك بأيد مين؟ وإزاي أحفظ القرآن ومين ها يسمع لي”.
مصدر القصة: كتاب دماء على طريق الحرية