اسلام محمد عبد القادر بكير
إسلام هو الابن الأصغر بين أربع أشقاء، كانت أمنيته أن يتزوج الفتاة التي أحبها، درس في كلية الآداب جامعة القاهرة وتخرج من قسم الحضارة الأوربية عام 2010م، وبدأ الحصول على دورات تدريبية تؤهله لسوق العمل ولتحسين مستواه في اللغات الأجنبية، وبدأ يبحث عن فرصة عمل، قدم سيرته لعديد من شركات السياحة، ودخل امتحان للعمل كمضيف طيار وبعد أن نجح في كل الاختبارات لم يحصل على الوظيفة، وعمل لفترة في سوبر ماركت كارفور، ليغطي نفقاته الشخصية.
في يوم الثلاثاء 25 من يناير 2011م، توجه إسلام إلي ميدان الدقي لمقابلة عمل من أجل الحصول على وظيفة وبعد ما أنتهي وجد مظاهرات تنادي بالحرية والعدل والكرامة فهتف معهم حتى وصلوا إلي ميدان التحرير وهناك أصيب برصاصة مطاطي في القدم، ورغم أنه لم يكن يتحدث ولا يتابع في السياسة، عزم على الاشتراك في جمعة الغضب، ولكن أخفي تلك الحقيقة عن أهله فقال لأمه أنه سوف يذهب إلي العمل، وبعد انقطاع شبكات التليفون وقلق الأهل لغيابه اتصل بهم عبر تليفون أرضي لأحد الفنادق المجاورة لميدان التحرير وكلم أمه وطلب منها أن تجعله يكلم والده وبعدها أتصل بخطيبته الذي تمني الزواج منها، ولم يمر الكثير حتى أصابته رصاصات الأمن في ميدان التحرير.
لم يكن يعرف بنزول إسلام المظاهرات إلا شقيقة حسام وقرب الفجر قالوا أن أخوك أصيب وهو بأحدي المستشفيات وذهب يبحث عنه لم يجده، لكن في تمام السادسة وصل الإسلام إلى المنزل محمولا على الأكتاف بعد أن أصيب بخمس طلقات من الرصاص الحي “رصاصة بالرأس ورصاصتين بالظهر ورصاصتين بالجنب.
وفق أحد أصدقائه، قبل استشهاده بأيام قليلة، كان يحاول بشتى الطرق البحث عن عمل، فكان يذهب لصديقه هذا لمراسلة شركات التوظيف، لم يكن لديه انترنت في منزله، فكان يذهب لصديقه هذا لتفقد بريده لمتابعة تواصلات الشركات. لم يكن منخرطاً في السياسة بحسب شهادة والدته، ولم يكن يتابعها، فكانت الثورة هي أول فعالية سياسية يشارك فيها.