إبراهيم فوزي إبراهيم فارس
نشأ إبراهيم 29 عاماً، في أسرة مُتوسطة الحال، فوالده يملك محل بقالة في قرية منية سندوب التابعة لمدينة المنصورة. له خمسة من الأشقاء، بينهم طبيبان، نال إبراهيم شهادة معهد مُتوسط في البداية، ثم اجتهد حتى نال بكالوريوس التجارة من جامعة المنصورة، ثم واصل نيل دورات تدريبية ليعمل في مجال البرمجة، وطلبت إحدى الشركات الكبرى توظيفه لاحقًا، لكن والده أخبرهم بأنه اُستُشِهد.
اُشتُهِر الفقيد كـ” شاب نشأ في عبادة الله ، حسن الخلق ، يحب الطاعات والعمل الصالح، متطلع للآخرة والجنة والحور العين ، أحد رواد بيوت الله ومرتاديها ، حافظ لكتاب الله ، طيب القلب ، يسعى للعمل التطوعي الخيري والخدمي للناس ، واعيًا بالواقع السياسي للمشهد المصري وحال الأمة”، بحسب تقرير كتب عنه عقب وفاته.
شارك في اعتصام في رابعة برفقة أخيه وليد منذ أول يوم (28 من يونيو/حُزيران) حتى قُضي في مذبحة رابعة برصاصتين، بعد أن استهدفه قناص في طائرة برصاصة في منتصف الرأس جعلت جلده يتطاير، بالإضافة إلى رصاصة أخرى أصابت أسفل أذنه اليُسرى، عقب ذلك تم نقل الجُثمان إلى المُستشفى الميداني ليراه شقيقه الطبيب البشري وليد بعد بحثه طويلًا عنه.
لكن أثناء تشريح الجثمان فوجيء وليد بوجود سبع رصاصات في جثمان الراحل؛ مما عزز لديه أن أحد ضباط الجيش فرغ فيه خمس رصاصات أخرى ليتأكد من وفاته، بخاصة بعد أن شاهد وليد بعينيه ضباط آخرين يُجهزون على المُصابين، بل يُشعلون النيران فيهم، بحسب تقرير تلفزيوني.
تقول والدة الشهيد الحاجة زبيدة أن نجلها الكبير أبلغها بوفاة إبراهيم ثم قال لها: “لا تحزني يا أمي فهو الوحيد الذي فاز من بيننا”، فيما قالت عنه شقيقته سمر بعد استشهاده: “أخي كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ، وجهه مبتسم غير غضوب، عرضت عليه أن أخطب له أفضل البنات فقال: أنا هعمل فرحي في الجنة، وهو لم يكن يستحق من مصر ما ناله وما حدث له نتيجة محبته الكبيرة لها”.
شهدت للراحل أيضًا جارته سحر إبراهيم، فقالت: إن لها بنات كان إذا رأها أو رأهن فوق السطح لا يرفع عينه في إحداهن، بل يُلقي التحية وهو غاضٌ لبصره ويفارق المكان على الفور.
أكد إبراهيم لوالدته قبل ذهابه للتظاهر وعدم عودته أنه لم يخرج من أجل فرد أو جماعة بل من أجل الله، بحسب حديث لها لإحدى القنوات.
أوصى الفقيد بوصايا قليلة منها ألا يمشي في جنازته كل مَنْ أعطى تفويضًا لعبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري الذي قاد الانقلاب العسكري. احتشدت الجماهير بالقرية لوداع الشهيد في جنازة مهيبة.
وفي 17 من سبتمبر/أيلول 2013م قام بلطجية بمحو “صور الشهيد من على جدران القرية ثم اعتدوا على حرمة المقابر وذهبوا إلى قبره ومحو عبارة شهيد مذبحة رابعة العدوية.