إيهاب جعفر أحمد
كان إيهاب جعفر أحمد أصغر إخوته، عاش في مدينة الإسكندرية الساحلية، وتدرج في تعليمه حتى وصل للعام الثاني من كلية العلوم يجامعة الإسكندرية، ولما حدث التغيير السياسي في مصر بعد 3 يوليو 2013م آلمه أن يعزل الجيش أول رئيس مُنتخب في تاريخ البلاد بصورة ديمقراطية صحيحة.
وعندما اعتصم الثوار في ميدان رابعة العدوية بحي مدينة نصر في شرق القاهرة، أستأذن والديه بالذهاب إلى هناك، ويقول شقيقه محمد: “لم توافق والدتي على سفرة للميدان، مع أنه كان يُلح (عليها) كثيرًا، وسمحت له فقط بالذهاب إلى (مسجد) القائد (إبراهيم)، ولكن من كتب الله له الشهادة، سينالها بأي مكان”.
أحب إيهاب أن يموت “شهيدًا”؛ وأثرت فيه عضويته في “مؤسسة محررون للثقافة الفلسطينية”، وذلك لإعجابه بكفاح الشعب الفلسطيني، فكان يتحدى أهله فيكتب على سبورة بالبيت: “إن غدًا لناطره قريب”، ثم يقف أمامها طويلًا ليتأملها، بحسب تصريحات شقيقه لموقع أمل الأمة في تقريرها عن إيهاب.
ويضيف أخو إيهاب الكبير: “كأنما كانت لديه النية على عمل شيء لا يعلمه إلا الله من أجل الدين والوطن، فكان كثيرًا ما يردد نشيد غرباء”؛ وعقب وفاة حرائر المنصورة في المذبحة المعروفة بنفس الاسم في 19 من يوليو/تموز 2013م، إثر هجوم بلطجية على النساء بعد صلاة التراويح بمسيرة باسم جمعة العاشر من رمضان بمحافظة الدقهلية، ما أدى لوفاة أرع من الفتيات والسيدات، ليلتها ذهب إيهاب لوالده قائلًا: “كيف تُقتل النساء، ونحن نعيش على وجه الأرض هكذا؟”.
أجاب والده: “وماذا ستفعل؟”، فأضاف إيهاب: “سألقى الشهادة مُثلهن”، تعجب والده متسائلًا: “أتأتيك أنت الشهادة؟”؛ فأجابه بتحدٍ: “سترى”، ويضيف شقيقه محمد: “صدق النية بالفعل، فكتب الله له الشهادة”.
أحب إيهاب فعل الخير؛ ومنه الإصلاح بين الناس؛ ولذلك قبل وفاته بأيام ذهب لبعض اقاربه الذين أسأوا لأسرته فبادر بإنهاء الأزمة صلة للرحم كما قال وقتها.
في يوم الجمعة 26 من يوليو/تموز ذهب إيهاب إلى ميدان القائد إبراهيم بالإسكندرية للمشاركة في مسيرة أمام وبداخل المسجد اعتراضًا على تغيير المسار الديمقراطي للبلاد؛ وعقب الصلاة احتدمت المواجهات بين أنصار الرئيس والديمقراطية وبعض البلطجية بمساندة الشرطة مما أسفر عن وفاة نحو عشرة من المُتظاهرين، وإصابة قرابة أربعمائة بالخرطوش والرصاص الحي وايضًا الاختناق من الغاز المُسيل للدموع.، بحسب تقرير تشييع ضحايا مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية ـ الجزيرة نت ـ 27 من يوليو 2013م.
وأمام المسجد وهو صائم في شهر رمضان أُصيب إيهاب بطلق ناري بأعلى عظمة الحوض، إذ اخترقتْ جسده من يمينه ليساره، ما أدى إلى أصابته بنزيف شديد.
عقب وفاة إيهاب صرح شقيقه محمد لموقع صحفي أنه كان يقف على سلم المسجد حاميًا المتظاهرين من بطش قوات الأمن والجيش، حتى استهدفه أحدهم برصاصة، ولم يلق الله في الحال، وإنما قال عقب الإصابة لشقيقه: “جنود الجيش ضربونى بالرصاص الحى يا محمد”، بحسب تقرير موقع نافذة مصر.
لم يتوفى إيهاب في الحال وإنما عاش نحو يوم في العناية المركزة من إحدى المستشفيات، ليخبر شقيقه بأنه ما يزال: “يجدد النية باستمرار بأنه لم يخرج إلا لله والدفاع عن حرمة المساجد، والدفاع عن الحرية والكرامة، كما أخبرهم أنه رأى من أطلق عليه الرصاص، وأنه كان يرتدي الزى العسكرى، وأصاب بجانبه العديد من الشباب”.
في عصر السبت التالي خرجتْ جنازة إيهاب من مسجد عباد الرحمن بالعصافرة إلى جوار المعهد الديني ليتم دفنه في مدافن أسرته، وتحولت جنازته إلى مظاهرة ضد الحكم العسكري شارك فيها المئات بالهتافات، وفي اليوم التالي لدفنه دعا الائتلاف الوطني لدعم الشرعية القوى الوطنية لمظاهرات حاشدة اعتراضًا على مقتله وبقية الثوار في الإسكندرية، بحسب خبر بعنوان: شاهد.. جنازة شعبية للشهيد “ايهاب” ضحية مذبحة “القائد ابراهيم” ـ موقع قصة ثورة ـ 26 من يوليوـ 2013م.
فيديو لجنازة إيهاب التي تحولت لمظاهرة ضد قتلته.
فيديو لجنازة الشهيد التي تحولت لمظاهرة ضد قتلته.