إسلام رأفت زينهم
في دار السلام التابع لحي البساتين الذي يعد من أكثر المناطق فقرا وازدحاماً بالعاصمة المصرية، ولد إسلام رأفت زينهم، كان أخ أكبر لكل من إسراء ويوسف، رغم تفوقه في الدراسة في الصغر، قرر إسلام ألا يستكمل دراسته في الصف الثالث بالثانوية الصناعية، ليتفرغ للعمل ومساعدة أبيه.
في يوم جمعة الغضب، قال إسلام لوالديه أنه سينزل إلى التحرير، لم يمنعوه، مر علي أحد الجيران وهو المهندس محمد عزت لكي يذهبا معا إلي الميدان فلم يجده فذهب إلي صديقه حسين لكي يذهبا معا إلى شارع القصر العيني؛ فركبا الصديقين المترو وصلوا ووصولوا لشارع القصر العيني، أقرب نقطة لميدان التحرير، فوجدوا الشرطة تطلق الغاز والرصاص، حتى لا يمر الشباب ويلتحموا مع الثوار في التحرير، وظل المشهد هكذا بين كر وفر حتى تراجعت الشرطة، فتقدم الشابين إلي الأمام ثم جاءت سيارة بيضاء دبلوماسية تابعة إلي السفارة الأمريكية ( أصدرت السفارة لاحقاً بيان أن السيارة مسروقة من السفارة) ودهست إسلام وأصابت الكثيريين.
في تلك اللحظة وفي بيت إسلام، فوجئ والدي إسلام بأخيه يوسف يأتي إليهما ويقول: “إسلام مات” غضبت الأم كثير ونزل الأب الأب يبحث عن إسلام، فذهب إلى بيت حسين صديقه ليسأله عن إسلام فقال: “ظننت أنه رجع إلي المنزل فحين جاءت السيارة دفعني أنا ومن كانوا معنا وقال لي أجري يا حسين ولم نلتقي بعد ذلك ربما هو في الطريق الآن.” عاد الأب إلي المنزل وما هي إلا دقائق ليقوم أحدهم من يخبرهم بوفاة ابنهم، فذهب الأب إلى مستشفى المنيرة، فوجده استشهد أثر كسر في الجمجمة.
أخرجت السفارة الأمريكية بيان أن السيارة سرقت من ضمن 12 سيارة أخري في أحداث الثورة، ونشرت بعض الجرائد أن اللواء السابق إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة، كان هو من يقود السيادة، لكن النيابة أثناء التحقيقات لم تجد أدلة كافية لإثبات ذلك، وشهود العيان الذين قالوا أن قائد السيارة كان إسماعيل الشاعر، قد اختفوا بعد شهر من شهادتهم.