أحمد مصطفى ثابت فرغلي
رغم أنه لم يكن أتم عامه الثامن عشر عندما قتلته الشرطة المصرية يوم جمعة الغضب (28 يناير 2011)، إلا أن أحلام أحمد أو”بلال” فاقت عمره، كان يحلم بأن تكون مصر أكثر عدلاً ورحمة بأبناءها، ولذلك انضم لمظاهرات الثورة.
وُلِدَ أحمد في حي كرموز بالإسكندرية في الأول من مايو/آيار 1993م، وكان عمره عند مفارقة الحياة 17 عامًا وقرابة 9 أشهر؛ ورغم ذلك فقد عاش حياة مليئة بالكفاح وتحمل الفقر وضيق الحياة، وأيضًا السعي بشرف للتغلب على الصعاب التي فرضتها الأقدار عليه.
تُوفى والده وهو في مرحلة الطفولة، فاضطر إلى ترك الدراسة بعد حصوله على الشهادة الإعدادية ليعمل حرفيًا، ويساعد والدته السيدة اعتماد التي شهدتْ له ببره بها وحسن معاملته لها ولأخوته ومنهم إيمان. تؤكد والدته أنه لم يكن ينتمي لأي تيار أو فصيل سياسي، وأن دافعه الوحيد للخروج في مظاهرات الإسكندرية في جمعة الغضب هو رغبته في رفع الظلم عن المصريين، وأمله في تغيير واقع بلاده إلى الأفضل، قبل أن يقتل بالقرب من ميدان إخوان يوسف في حي المنشية بمدينة الإسكندرية” وتنتهي حياته القصيرة.
تسترجع والدته الألم وتعلن تفويضها الأمر لله قائلة: “حسبي الله ونعم الوكيل في كل مَنْ قتل شابًا”، أما أخته إيمان فتعبر عن حزنها للتفريط في حقه وغيره من الشهداء، عبر أحكام القضاء المسيسية، وخاصة أن أخاها كان مسالمًا يحرص على رسم البسمة على وجه كل من يتعامل معه، وتقوإنه كان خفيف الظل دائما ما كان يرسم البسمة على وجه من يتعامل معه فضلا عن حنانه الذى كان يغمر به الجميع خاصة أفراد أسرته لاسيما الأطفال منهم.
وتؤكد على أن أسرتها كانت من أوائل الأسر التي طالبت بالمحاكمة العادلة والقصاص من شهداء الثورة، متسائلة في حيرة: ماذا ستقص على أولادها عما حدث في الثورة؟ وأن عدم الاخذ على يد القتلة والقصاص منهم يفتح الباب على مزيد من: “الجرائم وسفك مزيد من دماء الأبرياء”، واختتمت كلماتها بأنه رغم مرور السنوات فلن تفرط “فى حق شقيقها وجميع حقوق الشهداء والاستمرار فى جميع الإجراءات المتاحة حتى يتم القصاص لهم فى الدنيا قبل الآخرة”.