أحمد محمد محمود بخيت
تخرج أحمد محمد محمود من كلية التجارة لكنه كان شغوفا بالصحافة، ذلك ما دفعه إلى العمل بجريدة التعاون قبل دمجها بجريدة الأهرام، وكان يحلم بإنشاء دار نشر للكتب، أما نورهان ابنته (10 سنوات) فكانت كل حياته، تمنى لها أن تتخرج من كلية الإعلام وتصبح مديرة لدار النشر.
يوم السبت 29 يناير 2011 أخبر لزوجته “إيناس عبد العليم” – الصحفية بجريدة المسائية – أنه سوف يذهب إلي دار النشر التي كان يملكها، وكان مقرها في العقار المجاور لوزارة الداخلية، وطلب منها ألا تغادر المنزل، لعدم استقرار الأوضاع، ترك سيارته بعيداً عن المكتب، بسبب المظاهرات وسار على قدميه، احتضن ابنته وأخبرها بأنه سوف يعود سريعا.
تقول زوجته إيناس: “في هذا اليوم شعرت بأن أحمد يقوم بتصرفات غريبة، احتضن نورهان بقوة، وقال لي خلي بالك من البنت، وكرر العبارة عدة مرات، لم أكن أعرف أنها وصيته الأخيرة.”
بعد أن وصل المكتب بقليل، سمع صوت التظاهرات في الشارع، فنظر من النافذة وبدأ في توثيق ما يحدث بكاميرته لأن الشرطة تتعامل بوحشية مع المتظاهرين، رآه قناص من شرطة، بحسب شهود الواقعة، فأطلق الرصاص على عينه، اخترقت الرصاصة عينه اليمنى، سقط فوراً في شقته، فحمله زملائه في المكتب إلى مستشفى القصر العيني ووضع في الرعاية المركزة، ولم يبلغوا زوجته سوى في اليوم التالي، لم يتوقف نزيف المخ وعجز الأطباء عن وإخراج الرصاصة، ليكون أول صحفي شهيدا في الثورة بعد غيبوبة دامت ستة أيام أيام.
تتذكر زوجته الأيام الأخيرة لأحمد، تقول أنه وثق بحكم عمله الأحداث منذ اليوم الأول، وكان يبدي مخاوفه لها مما ينتظر شباب الثورة على يد النظام القمعي، ونقل هتافات الثورة التي كان يرددها الشباب على هاتفها حتى تعرفها.
رغم وجود فيديو مصور لمشهد قتل أحمد، صوره أحد شهود الواقعة، لكن رغم شهادة الشهود والفيديو لم يكن هذا كافيا للنيابة لتحديد القاتل، وكان الدليل يكمن في الرصاصة التي قتل بها، لكن أسرته رفضت تشريح الجثة.
أخرج الصحفيون المصريون جنازة رمزية لأحمد من مقر نقابة الصحفيين المصريين، سارت من مبنى النقابة حتى ميدان التحرير، في يوم عيد ميلاده، الثامن من فبراير 2011.