أحمد عزيز الدين فرج عبد الله
لم يخطر على بال أحمد الذي كان يعمل في تبييض المحارة قبل أن تُفرض عليه الخدمة العسكرية، أن نهايته ستكون جبرية أيضًا. لقى أحمد مصرعه على يد فرد مجهول أثناء تأمين عناصر الداخلية لميدان التحرير في أول أيام يناير 2011 ليكون من أوائل الضحايا في تاريخ ثورة يناير.
تتضارب الروايات فيما يخص كيف مات المجند؛ تقول أحد المصادر أن أحمد قد أصيب بأداة حادة وتوفي في الحال قبل أن ينقل لمستشفى الحسين الجامعي، وتقول أخرى أنه قد أصيب بحجر ألقاه متظاهر مجهول باتجاه قوات الأمن واختنق بدخان القنابل المسيلة للدموع التي استخدمتها الداخلية لفض المتظاهرين منذ اليوم الأول عندما سقط مغشيًا عليه، وتتفق الروايتين أنه كان قد فارق الحياة بالفعل عندما وصل للمستشفى. تعرف على أحمد الطبيبُ الذي استقبله هناك والذي كان للصدفة من نفس البلدة – قرية شنرا مركز الفشن ببنى سويف-، وتواصل مع أهله الذين حضروا بعدما عرفوا بالخبر لاستلام الجثمان.
أحمد عزيز فرج الله (20 عامًا)، ابن أوسط لعزيز فرج (48 عامًا) بين أربعة أشقاء من الذكور كان أكبرهم أثناء أحداث يناير يبلغ من العمر 22 عامًا وأصغرهم كان 12 عام. كان والد أحمد يعمل فلاحًا وكذلك كانوا إخوته عمالًا بالأجرة لدى الأهالي، وقبل الذهاب للتجنيد، كان أحمد هو العائل الرئيسي للأسرة الفقيرة الكبيرة.
“كان نفسي أشوفه قبل ما يدفنوه ومن اليوم دا وأنا كل ما افتكره أعيط” هذا هو كل ما يشغل والدة أحمد الثكلى، أما الأخ طه فلازال ينتظر أن يحكم القضاء بالقصاص المناسب،”إحنا سبنا الناس دي للقضاء وهو اللي يجيبلنا حقنا”
ترك أحمد وراءه زوجته وابنة عمه نجلاء التي لم تكن قد أكملت عامها الأول في بيت أهل زوجها المتواضع ولا حتى شهور حملها الأول التسعة عند استشهاده، واستقبل ابنه الحياة بلا أب؛ فقط اسم مدرج في قائمة الشرف الوطنى المصري بباب الشرطة وقلادة من الطبقة الفضية ومعاشًا يبلغ 845 جنيهًا شهريًا يتقاسمه الجميع.